المملكة والمجتمع السعودي يواجهان اليوم الكثير من التحديات الاجتماعية والفكرية والسلوكية والإقليمية، وأكبر تحد هو تحدي المواطنة ومقاومتها؛ لأنها هي التهديد الحقيقي للهوية الثقافية وزعزعة الاستقرار، وهي ما يعزز ضعف هيبة القانون والنظام، وعدم تقبل مبدأ الثواب والعقاب، وضعف الإنتاجية، والتعدي على حقوق الناس، وعدم احترامهم.

ومن يعتقد بهذا التوجه أو يتبناه سلوكيا، ربما يعاني من السفه وعدم النضج العقلي والانفعالي؛ لأنه يتعدى ويتجاهل قيمه الاجتماعية المتوارثة من الأصل، التي تدعو إلى تقديم المصلحة العامة على المصلحة الخاصة، وإلى احترام الثوابت والأعراف الاجتماعية.

نحن اليوم نواجه التحديات بالكثير من الآليات والأدوات، ومنها الحوار، انطلاقا من مركز الملك عبدالله للحوار الوطني، إذ إن الحوار هو الوسيلة والأداة لتحقيق اكتساب الفرد المعرفة المدنية، من خلال التعليم والتدريب والقانون وحقوق الإنسان وتنمية القيم والاتجاهات التي يحتاجها الفرد؛ ليكون مسؤولا وصالحا بحقوق ذاته والآخرين، ويؤمن بالمساواة والكرامة والمشاركة المسؤولة.

ولكن إذا أردنا أن يحقق الحوار أهدافه، فلا بد أن نعزز ونرسخ ونزرع الجانب القيمي لدى الأفراد منذ الصغر، وهناك الكثير من الوسائل، إذ إن تعزيز القيم الوطنية يحتاج إلى الإجابة عن تساؤلات عدة، ومنها كم من المواطنين يعرفون تفاصيل تاريخ المملكة، والنظام الأساسي للحكم الذي هو دستورنا المدني بعد الكتاب والسنة، والأنظمة العدلية، وأنظمة حقوق الإنسان والمرور... إلخ. من الأنظمة والقوانين الوطنية؟ وما مستوى فهم المواطن للمشكلات الاجتماعية والتحديات والحقوق والواجبات؟ وما مدى التزامه بجوانب التنمية والمهارات الاجتماعية والمشاركة في الأعمال التطوعية والمشاركة الإيجابية في تقدم المجتمع، واحترام معتقدات الآخرين، والتحلي بقيم التسامح والسلام وحقوق الإنسان؟.

أعتقد أن هذه ببساطة هي مواصفات المواطن الصالح.