يستعد المفاوضون الفلسطينيون والإسرائيليون للعودة مساء اليوم السبت إلى العاصمة المصرية القاهرة لاستئناف المفاوضات الفلسطينية-الإسرائيلية غير المباشرة بوساطة مصرية، وسط توقعات بإبرام اتفاق لتثبيت وقف إطلاق النار بقطاع غزة بما يشمل البدء برفع الحصار عن القطاع تدريجيا قبل انتهاء وقف الإطلاق المؤقت مساء الإثنين.

وقد انعقد المجلس الوزاري الإسرائيلي المصغر للشؤون الأمنية والسياسية لمدة 11 ساعة خلال اليومين الماضيين، من بينها 6 ساعات صباح أمس الجمعة، برئاسة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو؛ لبحث مستجدات المفاوضات بما في ذلك الأزمة التي نشأت بين الولايات المتحدة وإسرائيل على خلفية الأعداد الكبيرة من الشهداء المدنيين الفلسطينيين.

ولم يصدر أي بيان عن الاجتماعات المطولة إلا أن مصادر إسرائيلية أشارت إلى أن الوفد الإسرائيلي سيعود إلى القاهرة مساء اليوم.

وأشارت المصادر الإسرائيلية إلى ضغوط كبيرة مارسها الرئيس الأميركي باراك أوباما على رئيس الوزراء الإسرائيلي نتنياهو، بما في ذلك تعليق إرسال شحنة من صواريخ (هيل فاير) الذكية إلى إسرائيل، بالإضافة إلى اشتراط نقل شحنات الأسلحة إلى إسرائيل بموافقة البيت الأبيض بعد أن كانت العملية تتم من خلال موافقة وزارة الدفاع الأميركية (البنتاجون) فقط.

وبحسب المصادر الإسرائيلية، فإن مصدر غضب الرئيس الأميركي هو أن نتنياهو تعامل باستخفاف معه من خلال الضغط على الإدارة الأميركية عبر الكونجرس الأميركي ووزارة الدفاع، وثانيا العدد الكبير من الشهداء الفلسطينيين.

وكان رئيس حزب البيت اليهودي ووزير الاقتصاد الإسرائيلي "نفتالي بينيت"، قد دعا إلى وقف العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة بشكل أحادي الجانب مع إدخال تسهيلات على الحصار المفروض على قطاع غزة وذلك من خلال فتح المعابر وتوسيع منطقة صيد الأسماك.

أما فلسطينيا، فقد عقد رئيس الوفد الفلسطيني وعضو اللجنة المركزية لحركة (فتح) عزام الأحمد، ورئيس المخابرات العامة الفلسطينية اللواء ماجد فرج، اجتماعا مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس لتقييم الموقف.

كما عقد المكتب السياسي لحركة (حماس)، 3 اجتماعات في العاصمة القطرية الدوحة وغزة والضفة الغربية، بسبب عدم إمكانية انعقاد الاجتماع في مكان واحد، لتقييم المفاوضات والخطوات التالية.

وقال عضو المكتب السياسي لحركة (حماس) عزت الرشق: "إن الاجتماعات تتواصل لبحث نتائج المفاوضات لوقف العدوان الصهيوني والخطوات التالية". وبموازاة ذلك فقد انعقدت اجتماعات منفصلة لقيادة الجهاد الإسلامي والجبهتين الشعبية والديمقراطية لتحرير فلسطين في العاصمة اللبنانية بيروت لتقييم الموقف.

ورجحت المصادر في الفصائل الفلسطينية أن يتم الإعلان عن الاتفاق النهائي لوقف إطلاق النار في غزة غدا الإثنين.

في غضون ذلك، كشفت مصادر مطلعة لـ"الوطن"، أن عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية د.صائب عريقات، سيجتمع اليوم مع رئيس المكتب السياسي لحركة (حماس) خالد مشعل في العاصمة القطرية الدوحة، كما يجتمع مع وزير الخارجية القطري خالد العطية قبل أن يتوجه إلى العاصمة الروسية موسكو للقاء القيادة الروسية مكلفا من الرئيس الفلسطيني محمود عباس.

وذكرت المصادر لـ"الوطن" أن "عنوان هذه الاجتماعات التي تأتي بالتزامن مع اجتماعات موسعة يعقدها عريقات مع مسؤولين أوروبيين، هو اليوم الذي يلي وقف إطلاق النار" وقالت: "يجري البحث في وجوب أن يكون هناك سقف زمني لإنهاء الاحتلال الإسرائيلي لكل الأراضي الفلسطينية بضمانات دولية، بما يؤدي إلى إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة على حدود 1967 وعاصمتها القدس الشرقية".

ولفتت المصادر الفلسطينية إلى أن من غير المقبول أن تستأنف المفاوضات الفلسطينية- الإسرائيلية على ما كانت عليه في السنوات الماضية.

من ناحية ثانية، ارتفعت حصيلة ضحايا حرب العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة إلى 1962 شهيدا فضلًا عن إصابة 10196 آخرين .

وقال المتحدث باسم وزارة الصحة الفلسطينية أشرف القدرة: "إن الطواقم الطبية انتشلت أمس جثة جديدة لشهيد من تحت الأنقاض، ما رفع عدد الشهداء إلى 1962 شهيدا". وأوضح القدرة، أن من بين الشهداء 470 طفلًا و343 امرأة و88 مسنًا بالإضافة إلى صحفي إيطالي، ومن بين الجرحى 3084 طفلًا، و1970 امرأة و368 مسنًا.

إلى ذلك، أصيب شاب فلسطيني بعيار مطاطي وعدد آخر من الفلسطينيين بالاختناق في مواجهات مع قوات العدو الإسرائيلي في محيط مسجد بلال بن رباح شمال بيت لحم.

وكانت مسيرة انطلقت بعد أداء صلاة الجمعة أمس من أمام مسجد عمر بن الخطاب في ساحة المهد اخترقت شوارع البلدة القديمة لبيت لحم مرورًا بالشارع الرئيس القدس الخليل وصولًا إلى المدخل الشمالي، حيث أطلق الجنود عليها قنابل الرصاص وقنابل الغاز والصوت وسرعان ما اندلعت المواجهات.