الكتاب أثقل المعارف، ونهر العلم.. لم يخدم في الإعلام المرئي، كما يستحق، حتى "الثقافة" لم تقدم بقالب تلفزيوني يستحق المشاهدة حتى الآن إلا "ما ندر".

أحياناً نتهم المجتمع بأنه لا يقرأ، ولا نفكر لماذا لا يقرأ؟

اعتقد أن الشيء الوحيد الذي ينقص الثقافة هو "ذكاء التسويق".. كل شيء في عصرنا نال نصيباً من التسويق الإعلامي إلا الثقافة، وأحياناً تُسوق بطريقة غير جاذبة إلا لمن هو أصلاً غارق في حبها.. ابحثوا عن مادة ثقافية في كل القنوات مثيرة للانتباه ومغرية للمتابعة، نعم لدينا قناة ثقافية لكنها أحياناً تعرض برامج عن "عالم الحيوان" بأسلوب تقليدي تجاوزه المشاهد.

ربما يقول البعض: من الصعب النجاح في عمل تلفزيوني ثقافي، لكن هذا "البعض" لم يفكر كيف نجحت قنوات تخصصت في "الطبخ" أو "الوثائقيات" أو "الحيوانات"، وأصبحت مشاهدة وجاذبة؟ والجواب لأنها عملت باحترافية وسوقت نتاجها فأقنعت الجمهور ببضاعتها.

ولكي أثبت أن الثقافة بإمكانها أن تكون جاذبة وفاعلة بوعي المجتمع، لا بد أن أشير إلى برنامج رائع قدمته القناة الثقافية السعودية بعنوان "من الرف العالمي" من إعداد وتقديم الثري معرفيا وثقافياَ الدكتور "نجيب الزامل"، فكان بعدة دقائق يمنحك الرغبة في قراءة "كتاب"، وكان يقدم في كل حلقة "مختارات من أهم ما أنتج في كتب العلوم والمعارف عالمياً، لتكون جسراً علمياً وفكرياً بيننا والعالم..".

ربما انتقدنا التلفزيون السعودي كثيرا؛ لأنه عجز أن يقنع المشاهد بالعودة إليه، إلا أننا اليوم لا بد أن نشيد بإنتاج مركز الدمام لبرنامج "من الرف العالمي"، وهذا دليل أن كل مراكز التلفزيون في مناطقنا بإمكانها أن تصنع عملاً ناجحا، لكن لا بد من التسويق؛ كي لا يذهب جهدها مع الريح.