إذا فاز الهلال بكأس آسيا ولم يحقق بعدها كأس العالم للأندية فإن مشاركته لن تختلف عن تأهله المرة الأولى في عام 2001 التي لم تقم البطولة حينها لأمور متعقلة بالرعاية، والحال ينطبق على المشاركتين السابقتين لناديي النصر والاتحاد؛ لأن لقب البطولة الحقيقي مشروط بالحصول على الكأس، وما دون ذلك فهو إفك.
"العالمي" و"المونديالي" و"الزعيم" و"السهم الملتهب" و"الفيلسوف" لا تعدو كونها ألقابا وتعابير عن الحالة من المحبين والمشجعين تجاه الأندية واللاعبين، لكن سيل البرامج الرياضية من سُحب القنوات الفضائية طمرت الجدران وطفحت داخل البيوت بالتعصب الرياضي لقضايا مختلفة، ومنها تكريس تلك الألقاب على أنها حقيقة قطعية، وفي المقابل تقبع الجماهير خلف الشاشة عطشى لسماع تلك الفرقعات من الضيوف لتبدأ عواصف المقاطع والتصريحات عبر شبكات التواصل الاجتماعي.
الفوضى الإعلامية الرياضية سوف تنعكس سلبا على الأخلاقيات بين الناس، وخصوصا صغار السن بوصفهم متابعين، حيث الكراهية الداعية إلى انعدام ثقافة التسامح لديهم في المستقبل، كما أن هذه الفوضى ستطال الأندية والقيمة الفنية للكرة السعودية بذهاب الحماس إلى التشدق، ومن ثم الخسران المبين في أداء المنتخب الوطني.
الإعلاميون الرياضيون بحاجة إلى من يمد لهم طوق النجاة في محيطات الشهرة وأمواجها بتنظيم ملتقيات متخصصة تقام بشكل دوري لتناقش أولويات الإعلام الرياضي وواجباته تجاه المجتمع، لاسيما أن كرة القدم مجنونة الفئات العمرية والطبقات الاجتماعية المتعددة، وبذلك قد تخرج تلك الملتقيات والمؤتمرات بتوصيات وأدوات عملية تعيد صناعة رياضة الوطن.
ختاما.. إذا فاز الهلال سنبارك له تأهله للمرة الثانية، وإذا لم يصل إلى بطولة العالم للأندية فلن يكون "عالميا" وعلى الإعلام أن يدرك المسألة.