لا شك أن تأسيس الطفل على العمل التطوعي يثمر غرس القيم الحميدة بداخله وتكوين شخصيته الاجتماعية وصقلها على العطاء والإبداع وتنميته بصورة يصبح من خلالها ملما بالجوانب الإنسانية والخيرية، ويصبح ذا فاعلية في المجتمع في المستقبل.
الطفل يتكيف مع المناخ المحيط به، وحتى لا يكتسب سلوكيات سلبية قد تؤثر في تكوينه أصبحنا في ضرورة ملحة لغرس تلك المفاهيم الإيجابية التي يمكنها أن تؤسس ذلك النشء بالشكل الصحيح، ويتمثل ذلك في ضرورة تهيئة البيئة الملائمة التي تزرع حب التطوع في نفوس الأطفال وتشجيعهم على ذلك، وليس بالضرورة أن يبذل دورا يفوق طاقة الطفل، ما قد ينفره عن ذلك ويخلق الكراهية تجاه تلك السلوكيات الإيجابية. لذا هناك صور عديدة للأعمال التطوعية تتلاءم مع طبيعة الطفل يمكنها أن تغذيه وتسهم في تأسيسه بشكل جيد ويصبح لبنة صالحة في المستقبل، وهنا تأتي أهمية الآباء والأمهات في تكريس جهودهم لغرس حب التطوع في نفوس أبنائهم وتحفيزهم على ذلك وتذليل كل المعوقات أمامهم حتى يمكنهم من القيام بالأعمال التطوعية التي يمكنها أن تفعل دورهم المجتمعي. المدرسة بدورها يجب أن تهيئ المناخ المناسب لغرس المفاهيم المتمثلة بتلك الأعمال وتحفيز الطلاب عليها وإقامة الفعاليات المرتبطة بالتطوع. هنالك العديد من الأساليب التي يمكننا توظيفها في تعزيز تلك الثقافة التطوعية لدى الأطفال وما يمكننا تحقيقه من بناء النشء الصالح الذي نعول عليه في النهوض بالمجتمع، ولعل أبرز مكتسبات تلك الثقافة هي تنمية الانتماء الوطني وتغذيته في سن مبكر لدى الطفل، فالجهود هنا مشتركة للوصول إلى نتائج رائعة ومخرجات تعزز ترسيخ تلك القيم النبيلة والإيجابية في المجتمع.