إلى أين نحن سائرون، لا أحد يعرف الإجابة، تحولت الساحة إلى ما يشبه الحرب دون أن تشم رائحة البارود، صراع على المكشوف ضرب من تحت الحزام ومن فوقه ومجاهرة علنية بالعداوة والبغضاء لم نصل في يوم إلى هذه المرحلة، ولكن الأكيد أننا سنصل للأسوأ منها. الجو العام مشحون ومتكهرب، التوتر بلغ أشده، حالة الغليان قاربت على الانفجار. هل هذه هي الرياضة؟ هل هذا هو التنافس؟ هل هؤلاء هم من يرددون عبارة التنافس الشريف في المنابر وأمام الشاشات؟

نتفق أن الرياضة والتنافس يحتاج إلى بعض (البهارات) للمتعة، ولكن أن تتحول البهارات إلى مواد حارقة وسامة وملوثة للتنافس، فهذا هو المؤسف والمحزن والمستغرب.

لم تعد لعبة للتسلية ولا هي وسيلة للترفيه، وإنما تحولت إلى برميل بارود قابل للانفجار بين الأصدقاء والأشقاء والجيران وأبناء المدينة الواحدة. تحول المنافس إلى عدو وهنا تكمن المشكلة. من أوصلنا إلى هذه الحالة. تم طرح هذا السؤال كثيرا، وكانت الإجابة على طريقة من الأول البيضة أم الدجاجة. المسؤولون يرمون بالكرة في مرمى الإعلام. والإعلام يعيدها في مرماهم وعلى طريقة هذه بضاعتكم ردت إليكم. والمتضرر في الأخير هو المشجع المسكين الذين يتحول إلى أداة تسير حسب اتجاه الريح يفقد معها أعصابه ووقاره وأصدقاءه وصحته.

نعترف أننا شركاء في ما يحدث، لن نتنصل أو نتهرب، ويحب أن يعترف المسؤول أيضا أنه شريك في هذه الحالة من التدهور، ويجب علينا معا أن نتفق أننا أصبحنا بنقاشاتنا وحديثنا وآرائنا وتعصبنا مصدر سخرية "للغير". قدمنا أنفسنا ورياضتنا لهم بطريقة عدائية خالية من (الرياضة)، لذلك تابعوا نقاش إعلامي وإعلامي آخر، أو مسؤول ونظيره أو مشجع ومشجع منافس في البرامج لتعرفوا أننا نقدم البضاعة الرديئة، ونجد من يتفرج عليها ويسوقها ولكنه لا يشتريها.

من يوقف هذا العبث من يستطيع أن يقول كفى. من يقدر أن يعيد الكرة إلى مسارها. والأهم من كل ذلك من يستطيع أن يدلنا على فيصل بن فهد آخر؟

فواصل

ـ عندما يغيب النظام والعدل تنتشر الفوضى والتسيب.

ـ على الرغم من كل ما يحدث إلا أنه لاتزال هناك أندية تحتفظ بوقارها وتقاليدها لم تدخل في لعبة الاصطفافات ولا تصفية الحسابات.

ـ عندما يكون "الكبير" مرحبا ومهللا للخطأ ومدافعا عنه عندها لا يمكن أن نلوم الصغار عندما يشعلون الفتيل.