أبلغت مصادر سياسية عربية "الوطن" أن الأيام القليلة المقبلة قد تشهد الإعلان عن مبادرة عربية تقودها مصر، بهدف "تسوية الأزمة السورية"، وتكوين تكتل إقليمي ودولي عسكري لمواجهة الإرهاب المتمثل في "داعش"، على أن يسبق ذلك خروج رأس النظام في دمشق من السلطة.

وأضافت المصادر "الموثوقة" المقيمة في أوروبـا، أن مـن المقرر أن تمرر المبادرة إلى الجامعة العربية، كخطـوة تمهد لإقـناع المجتمع الدولي بها.

وفي مقابل النجاح المأمول لتدويل المبادرة، أبدت المصادر قلقها من اصطدام المشروع العربي الإقليمي بمشروع إيراني يتبنى فكرة مرحلة انتقالية برئاسة بشار الأسد، ملمحة إلى النشاط الملحوظ للدبلوماسية الإيرانية مؤخرا بهدف بحث المشروع الانتقالي، وأن زيارة نائب وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبداللهيان لجدة أول من أمس، كانت في هذا الإطار. وعن دور مصر في المبادرة، تقول المصادر: "القاهرة تبنت حلحلة الأزمة على الأراضي السورية انطلاقا من حرصها على تجنيب البلاد خطر التقسيم"، مؤكدة أن السيسي طرح المبادرة على الروس خلال زيارته الأخيرة لموسكو.

وفي سياق متصل، قالت مصادر رفيعة لـ"الوطن" إن موفدا للأسد التقى في باريس العميد المنشق عن النظام مناف طلاس، وعرض عليه منصبا رفيعا، مقابل الرجوع عن انشقاقه، لكن الأخير رفض بشكل قاطع، مضيفة أن طلاس يتهيأ حاليا لدور عسكري مهم خلال الفترة المقبلة.




كشفت مصادر عربية تقيم في أوروبا لـ"الوطن"، عن ما سمته بـ"مبادرة تسوية" للأزمة السورية، تفترض مغادرة رأس نظام دمشق الحكم في سورية، في مقابل مقاتلة الإرهاب المتنامي على الأراضي السورية، المتجسد في تنظيم الدولة الإسلامية "داعش"، عبر تكتل "إقليمي – ودولي"، سيتم طرحها قريباً، وتمريرها على الجامعة العربية، لتدويلها، ومنحها الضوء الأخضر، وبالتالي وضعها على طاولة المجتمع الدولي لتبنيها.

لكن المصادر، أبدت قلقها من اصطدام تلك المبادرة بمشروع إيراني، يقتضي ولادة مرحلةً انتقالية، يرأسها بشار الأسد. وربطت بين حراك سياسي إيراني في المنطقة، كان آخره زيارة نائب وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبداللهيان لجدة البارحة الأولى، هدفه بحث هذا الأمر، على أمل أن تتمكن طهران من إقناع المنطقة بمشروعها "الانتقالي" في سورية.

وألمحت المصادر لدور مصري، يرمي إلى "حلحلة" الأزمة، وربطت الأمر بإشارات أطلقها الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي قبل أيام قليلة مضت، حين قال خلال لقائه رؤساء تحرير الصحف المصرية "مصر لا تدعم النظام السوري أو المعارضة السورية ولا تنحاز إلى أي منهما. اهتمام مصر الوحيد ينصب على الحفاظ على وحدة الأراضي السورية وحمايتها من خطر التقسيم، ومصر تعمل على التوصل إلى حل سلمي للوضع في سورية. جهود مصر تنصب على إحباط أي مخطط لتقسيم سورية أو النيل من وحدة أراضيها".

وأكثر من ذلك، حيث أبلغت مصادر "الوطن" أن السيسي وخلال زيارته الأخيرة لموسكو، تحدث مع المسؤولين الروس عن المبادرة، لكنها لم تذكر تفاصيل ردة فعل موسكو عن مبادرة التسوية.

واستبق نظام دمشق بوادر المبادرة، عبر طرحه نفسه كـ"شريك" في مكافحة الإرهاب، بحسب ما ألمحت له المصادر، وذلك بعد أن دخلت واشنطن على خط الأزمة، حين نفذت عمليات عسكرية لتحرير رهائن أميركيين من قبضة "داعش" داخل سورية، ما حدا بدمشق للقول أول من أمس وعلى لسان وزير خارجيتها وليد المعلم، "إنها تطلع في لعب دورٍ لمواجهة الإرهاب، وإن أي خطوةٍ كهذه تشترط التنسيق المباشر مع الإدارة السورية"، في خطوةٍ يسعى من خلالها نظام الأسد لوضع نفسه كشريك لمواجهة خطر الإرهاب من جانب، وإضفاء الشرعية عليه من جانب آخر، بعد أن نُزعت عنه على المستوى الدولي.

وفي هذه الأثناء، تقول مصادر المعارضة السورية "الشعب السوري لن يقبل وجود بشار الأسد وزمرته الحاكمة كشركاء للمجتمع الدولي في مواجهة الإرهاب"، وعدته أحد صناع هذه الظاهرة، ما يحرمه الحق في المشاركة الدولية لمواجهة خطر تنامي الإرهاب المتمثل في تزايد نفوذ داعش على الأراضي السورية.

المعارضة قالت لـ"الوطن": "لن نشارك كمعارضة في مكافحة الإرهاب قبل إسقاط نظام الأسد في دمشق. علينا أن نتخلص ممن يعد مظلةً للإرهاب في المنطقة، ومن ثم نفكر في دحر تلك المنظمات الإرهابية. طالما وجد نظام بشار الأسد فيستمر الإرهاب في المنطقة".