تشتغل الفنانة عواطف آل صفوان منذ أكثر من 20 عاما بالمنمنمات "فن الباتيك"، فن التنقيط الآسيوي، الذي يعنى بالرسم على الحرير وتلوين الأقمشة القطنية بالأصباغ بتقسيمات تعتمد على الشمع كعازل.. يضاف اللون بعده، وبتكرار العملية عدة مرات نحصل على فن له عدة أنماط.

وتحدثت آل صفوان إلى "الوطن" عن عودة جحا والـ40 عملا فنيا، والمفتتح يوم الخميس الماضي، في صالة تراث الصحراء في الخبر، ويستمر 10 أيام، اعتمدت من خلالها على تقنية الباتيك، مضيفة أن الفكرة هي عن جحا أبوالغصن دُجين الفزاري، الذي عاش في العهد الأموي وهي الشخصية الفكاهية التي انتشرت في كثير من الثقافات القديمة، وهو الشخص الذي جعل الملايين تضحك من قصصه المضحكة، أصبح اليوم في ذكريات الناس مجرد ذكرى، ولد في سنة 60، وتوفي في عام 160.

وتريد آل صفوان إعادة تاريخه لأنها من الشخصيات المحببة إليها، وعن الباتيك قالت تعتمد بشكل أساس على الشمع، فهي مادة تعزل بالألوان وتعتمد أيضا على الكي والتبخير، ونادراً من يستخدمها لصعوبتها في العمل والتجهيز.

الفنانة التشكيلية سيما آل عبدالحي قالت عن المعرض "السعادة والكرامة والحب والحكمة...الخير والذكاء.. الجهد والخوف.. جميعها معان لها إشارات كانت ترسم بفن الباتيك على الأقمشة التي تحاك بها الملابس التي تعتبر الزي التقليدي للدول الآسيوية وخاصة إندونيسيا.

وتضيف آل عبدالحي "كنا نظن وما زال الكثيرون يظنون أن جحا وجلجل من وهم الخيال، واليوم آل صفوان تخبرنا غير ذلك، هاتان الشخصيتان كانتا حقيقيتين.

وعن تحليل أعمالها قال الفنان علي الصفار "في فنها مراعاة روح العصر ومتطلباته، وتمتاز أعمالها بالبساطة والتعقيد، وعنصر المفاجأة والتضخيم والعفوية والشفافية، أعمالها لا تنتهي عند الإطار وتتعدى حدود الخيال، وتتثاقف وتتحاور بيسر وسهولة ورقة وشدة وقسوة، وإدخالها للمنحنيات بين الخطوط إطراء للنفس، وهي تعمل على إبقاء المشاهد فترة أطول للتحرك عبر الخطوط والتنقل بين المساحات اللونية التي تمثل مجتمعة كالجسد النابض هنا بين نسيج خطي وثراء لوني غير مسبوق، ورؤية ما وراء مكونات اللوحة يزيد الأعمال جمالا في الشكل والمضمون.

وأضاف أن اللوحة لدى آل صفوان تحوي رموزا فنية وقيما جمالية تفوق الظاهر منها، على يمينها دفء المشاعر، وعلى يسارها قوة التفكير.