- على أحر من الجمر ينتظر شاب عاطل عن العمل ومفعم بالحماسة أي قرار أو توجيه أو حتى توصية من مجلس الشورى الموقر لمعالجة وضعه المأساوي، يتفاءل ما شاء الله له، ثم يتشاءم ما أغواه الشيطان، وفي الأثناء تنتهي الجلسة الأسبوعية بقرار تاريخي يقضي بالتوجيه العاجل بـ"تغيير مسمى المشاغل النسائية إلى صوالين تجميل"!

الشاب إياه شوهد مؤخرا التهم كميات إضافية من حبوب مسكنة!

- في ركن آخر يشكو "متقاعد" لزميله في الحاجة والعوز - متقاعد آخر - ظروفه المعيشية الصعبة للمرة الألف، فيواسيه الآخر للمرة الألف ويطالبه بمتابعة جلسات مجلس الشورى، وفي التاسعة كانت أخبار المجلس على الموعد: "الشورى ترفض بالأغلبية رفع الحد الأدنى لرواتب المتقاعدين" و"الشورى تحدد مسببات فقس 79 بيضة حبارى من أصل 1716"! المتقاعدون أعلاه لحق أحدهما بالرفيق الأعلى.. فيما ما زال الآخر متسمرا أمام شاشة التلفاز منذ ذلك الحين!

- أمام شقته البائسة التي يستهلك إيجارها ثلث مرتبه الشهري البائس أيضا، يترقب موظف حكومي على المرتبة الرابعة نتائج جلسة مجلس الشورى التي ستحسم فيها توصية إقرار "بدل السكن" لموظفي الدولة، تصل لجواله رسالة إخبارية تفيده بسحب هذه التوصية من جدول أعمال المجلس لضعفها واستبدالها بتوصية أقوى تناقش "انقراض شجرة الأراك وتطالب وزارة الزراعة بوضع برنامج دقيق لحمايتها في أمكان انتشارها"! جدير بالذكر أن الموظف أعلاه رُفض مؤخرا في برنامج "إسكان" لامتلاكه عداد كهرباء!

- ومن داخل غرفة الطوارئ ينتظر مريض منذ الليلة الماضية إطلالة طبيب لم يأت بعد، يتذكر المريض في تلك الأثناء تصريحا لعضو مجلس الشورى بأن التأمين الطبي لكل مواطن بات أقرب من أي وقت! تدب الحياة في عروقه من جديد ويأمل أن تكون هذه هي زيارته الأخيرة للمستشفى المتهالك، وفي خضم آماله وأمنياته يقرر مجلس الشورى "إرساء ممارسة التصفيق للترحيب بضيوفه وزواره"!

المريض أعلاه أصبح مصابا بالضغط إضافة لكل أمراضه السابقة!