بعد غياب اسمه عن قائمة المنتخب السعودي الأول المغادرة إلى لندن لخوض تجربة ودية أمام أستراليا، بات حارس مرمى النصر عبدالله العنزي يشكل لغزا محيرا، فبرغم تألقه مع الفريق العاصمي إلا أن مدرب الأخضر، الإسباني لوبيز، تجاهل اللاعب بعدم استدعائه مجددا، الأمر الذي تحول معه العنزي إلى "قضية" شغلت وسائل الإعلام المحلية ومواقع التواصل الاجتماعي، أججها تصريح لوبيز بشأن العنزي في مؤتمره الصحفي الخاص بإعلان تشكيلة المنتخب الأول، مما أجبر مدير المنتخب زكي الصالح لاحقا على نفي ما تناوله المدرب من اتهامات ضد اللاعب، مبينا أن الأول "خانه التعبير"، قبل أن يؤكد المتحدث الرسمي للمنتخب السعودي عدنان المعيبد، أن لوبيز "لم يوفق في التعبير"، وجرد العنزي من الاتهامات التي طالته من قبل المدرب الإسباني.


الخيار الأول

وبعيدا عن تأزم العلاقة بينه وبين لوبيز، يظل العنزي أحد أهم حراس الكرة السعودية حاليا منذ اعتزال سيد حراس آسيا محمد الدعيع حتى إن الأخير أشاد بإمكانات العنزي في أكثر من تصريح فضائي، مبديا إعجابه الكبير به، ولفت في بداياته مع ناشئي نادي عرعر، أنظار مدرب منتخب الناشئين حينها، السويسري "كونز" ليستدعيه لتمثيل "الأخضر" الصغير، ليحظى بعدها باهتمام الأندية السعودية الكبيرة قبل أن يختار حماية عرين "فارس نجد"، وبعد أن كان الحارس الرابع خلف محمد الخوجلي ومحمد شريفي وخالد راضي، أصبح الخيار الأول في الفريق وهو لم يكمل 20 عاما، حتى تمكن في الموسم الماضي مع بقية زملائه من إعادة "العالمي" إلى ساحة البطولات مجددا بلقبي دوري عبداللطيف جميل وكأس ولي العهد، وكان أحد أبرز الأسماء التي أسهمت في الإنجاز الذي انتظر عشاق النصر تحقيقه طويلا.


أسرار النجاح

وجسدت التحية الخاصة التي يحظى بها العنزي لحظة دخوله أرض الملعب قبل كل مباراة للفريق الأصفر، ثقة جماهير النصر في قدرته على حماية مرمى فريقها، خاصة وهو لا يزال في بداية مشواره الرياضي، إذ لم يكمل حتى الآن عامه الـ24 وينتظره مستقبل كروي كبير، بيد أن أحد أهم أسرار نجاحه بين الخشبات الثلاث هو دعم مدرب الحراس بالفريق، الكولومبي "هيجيتا" الذي فجر موهبة العنزي وطور من إمكاناته ليصبح مصدر ثقة في صفوف الفريق ليختاره النقاد والمتابعون كأفضل حراس المرمى في الموسم الماضي.


حارس المستقبل

أفضلية العنزي لم تكن فيما يبدو مقنعة للجهاز الفني للمنتخب السعودي، على الأقل حتى الآن، في موقف وصفه المحاضر الآسيوي، جاسم الحربي، في تصريح خاص لـ"الوطن" بالغريب، متسائلا "إذا لم يستفد المنتخب السعودي من موهبة العنزي الآن، فمتى يستفيد منها"، مبيناً أن "الإسباني لوبيز لم يوفق في حديثه عن العنزي، والدليل النفي المباشر من مدير المنتخب وتوضيحه الذي وضع النقاط على الحروف بشكل قاطع".

وأضاف: "الأخضـر بحـاجــة إلى إمكـانات حارس بحجم العنزي كثيرا ما أظهرها بين الخشبات الثلاث، ومتى ما وجــد المدرب الذي يمنحه الثقة مع المنتخب سيكون حارسه الأول"، مبديا ثقته بأن العنزي "سيجد فرصته في قادم الأيام وعليه فقط عدم الالتفات للحاضر والنظر للمستقبل الذي سيكون له بإذن الله".