رحم الله كل جسد طاهر، تحول إلى جثة هامدة بسبب مرض العقول, هناك في الأحساء ربما قام أحدهم بقتل مسلم معتقداً بأنه ينصر الدين! هناك في الأحساء فشل المتسبب ـ أياً كان ـ في الوصول إلى هدفه البغيض، و"رُب ضارة نافعة"، فقد تحول المجتمع لمدافع عن ابن وطنه "الشهيد"، مستنكراً فعلة الفاعلين، ولتتحول هذه الحادثة إلى تقرير مرئي ومكتوب يوجه رسالة إلى العدو مفادها: أننا يد واحدة ضد الإرهاب، وضد الطائفية المقيتة، فحتى إن اختلفنا في الطائفة, يجمعنا وطنٌ واحد هو عندنا أغلى بكثير من أي شيء آخر.

استذكرت وأنا أكتب هذه السطور حين التقيت بشباب الأحساء إبان تدريبهم وتجهيزهم متطوعين لتسيير أمور برنامج أرامكو لإثراء المعرفة، وكيف أنهم كانوا شعلة نشاط متقدة لخدمة دينهم ووطنهم, وأذكر جيداً أنني والله لم أجد منهم إلا كل محبة وتفاعل، بل وحتى حين أثرت نقطة التنوع الطائفي في المنطقة تفاجأت بفكر الجيل الشاب المتفتح الذي أكد لي أن اختلاف الطوائف بيننا لا يعني استعداء بعضنا، فكانت أجمل 5 أيام تدريبية قضيتها في حياتي، شعرت حينها أني أسعد من قام بتدريب هذه النواة الوطنية الحقيقية، وكنت بعدها أتابع بفخر كيف قاموا بأدوارهم على أكمل وجه، وعكسوا الصورة الحقيقية للمواطن الشاب المخلص لوطنه بعيداً عن أي حسابات أخرى.

تذكرت الآن تلك اللحظات الجميلة كلها، وتذكرت بالتحديد حينما وقفنا جميعاً نردد وبصوت واحد 3 عبارات كانت شعارنا طوال فترة التدريب، كنا نقولها بفخر وعزة وإيمان، كنا نقولها وكأننا نرى الأخطار تحدق بنا وتلف حولنا، فقد كنا نقول: "نحب الله ورسوله - نفدي الوطن ونصونه - نعمل سوياً".

خاتمة: انتصرت الأحساء للوطن، وحافظ المواطن على وطنه بالوقوف مع الحق، فاللهم اجمعنا دائماً على كلمة واحدة لدحض الأعداء.