أرجع محاضر بلجيكي مختص في مجال الإسلام المعاصر، ربط التنظيمات "الإرهابية" التي تقاتل على الأراضي السورية وخطابها السياسي بـ"الإسلام"، إلى شخصيات، قال إنها "تسعى للإساءة إلى المسلمين"، كاشفاً عن أن شخصيات عربية - لم يُسمها - كانت تمول الفصائل، لتعديل الأسماء وتضمين "الإسلام" في تلك التسميات التي تطلق على عديد من الفصائل المسلحة المقاتلة على الأراضي السورية.

وقال المحاضر البلجيكي الدكتور توماس بيرية لـ"الوطن"، بعد الانتهاء من تقديمه ندوة بعنوان "الثورة السورية: ثلاث سنوات من الصراع"، في مركز الملك فيصل للبحوث والدراسات الإسلامية في الرياض أمس، إن بعض الفصائل تتلقى تمويلها من شخصيات "خفية"، لإضفاء الطابع "الإسلامي" على مسمياتها، مستشهداً بتغيير اسم لواء "أنصار محمد"، إلى "لواء أنصار محمد الإسلامي"، بعد أن تم تمويل هذا اللواء بالأموال، شريطة تغيير اسمه.

وكان الدكتور توماس قد تطرق للتحديات التي واجهتها الفصائل خلال الثورة السورية، مشيراً إلى أن "داعش" غيرت من تفاصيل الحراك على الأراضي السورية، مبيناً أن العديد من الفصائل اندمجت ضمن عناصر تنظيم الدولة.

وفي سؤال للصحيفة خلال الندوة عن قراءة توماس لغياب التدخل الدولي الفعلي، أثناء تخطي نظام الأسد لـ"الخطوط الحمر"، بقصفه الشعب السوري بالأسلحة المحرمة دولياً، بينما لم تتوان الدول العظمى عن التدخل لدحر "داعش" في العراق، قال الدكتور بيرية: "أعتقد أن الأميركان اليوم فهموا أن الأسد ليس ضمان استقرار. لا أعتقد أن بقاء الأسد مهم لأميركا. في نفس الوقت واشنطن تفهم أن الأسد مشكلة وليس حلاً في الأزمة السورية، ولن يستطيع أن يعيد الاستقرار إلى سورية".

وبين بيرية أن المجتمع الدولي، والشارع الأميركي والإدارة الأميركية، تعيش حالة من الخوف، لما ستؤول إليه الأوضاع السياسية في سورية، مستدركاً بالقول "غموض النظام السوري والاستراتيجية السياسية قصيرة المدى، جعلت من القرارات الدولية أمراً صعباً، كون الأهداف السورية محددة، ولا تتسم بوجود غاية بعيدة المدى للنظام السوري وحلفائه، إذ إن بشار يريد دحر المقاومة دون الاهتمام بما سينتج عن ذلك".