أرجعت مديرية الشؤون الصحية بمنطقة المدينة المنورة خلو المراكز الصحية الطرفية بالقرى والهجر إلى إنهاء عقود الأطباء والكوادر التمريضية وعدم التجديد لهم، إضافة إلى امتناع الكوادر الطبية السعودية للانتقال لسد عجز تلك المراكز.

وقالت صحة المدينة إنها كلفت لجنة للتعاقد خلال الفترة المقبلة لسد العجز حيث عملت خلال الأربعة الأشهر إلى سد العجز بالتعاقد مع أطباء وكوادر تمريضية مؤقتة تفاديا للعجز الحاصل في تلك المراكز.

ومما زاد من حجم المشكلة، خلو تلك المراكز بعد قرار عدم التجديد للأطباء الموجودين بالمراكز الطرفية وإنهاء عقودهم مع وزارة الصحة، حيث كان هؤلاء يعملون على سد العجز عن الأطباء السعوديين الذين فضلوا المدن على إشغال تلك المراكز ولعدم وجود حوافز تشجعهم على العمل هناك.

وأكدت مصادر الـ"الوطن" أن إنهاء عقود الأطباء والممرضين الأجانب استعدادا لشغلها بسعوديين جاء تطبيقا لقرار وزارة الخدمة المدنية بأن يتم شغل تلك الوظائف في المراكز بالهجر والقرى بالسعوديين فقط.

وخلت مراكز قرية الهندية التابعة لوادي الفرع ومركز المويهية التابع لمحافظة مهد الذهب من الأطباء والكوادر التمريضية، حيث أكد المواطن فيصل العلوي أن الطبيب الوحيد في مستوصف الهندية شارف عقده على النهاية وبدأ بتوديع المراجعين وزملائه في المستشفى استعدادا لرحيله بحيث سيبقى المركز بدون أي طبيب أو طبيبة وهو يخدم أكثر من 10 آلاف نسمة من أهالي المنطقة، في حين أكد خالد المطيري أن مركز المويهية يعمل بدون كوادر تمريضية وظل على حاله فترة من الزمن ويضطر سكان القرية إلى الانتقال للمحافظة أو زيارة مستشفى المحافظة للبحث عن تلقي العلاج أو قياس الضغط والسكر.

من جهته، أوضح مدير الشؤون الصحية بمنطقة المدينة الدكتور عبدالله الطايفي أن هناك 195 مركزا صحيا في المنطقة، وأن أعداد من يعملون في بعض هذه المراكز محدودة وذلك بسبب إنهاء العقود لغير السعوديين العاملين بالمراكز الطرفية وعدم رغبة أحد من السعوديين للتقدم على الوظائف الشاغرة بتلك المراكز.

وبين الطايفي أنهم سعوا جاهدين لتغطية هذه المراكز من الوظائف المؤقتة خلال الأربعة الأشهر الماضية بالإضافة أنه تم تغطية جزئية لبعض المراكز من قبل مراكز أخرى.

وأكد الطايفي أن بعض القرى بطبيعتها غير حاضنة للموظفين حتى يمكن للموظف أو الموظفة السكن والعيش فيها طيلة الأسبوع ولذلك نجدهم يعتذرون عن الذهاب إلى هذه المناطق النائية خاصة الممرضات السعوديات.

وقال: "واجهنا بعض العقبات في تعيين بعض الموظفين بالمراكز خاصة من أولياء أمور الممرضات، بالرغم من حاجة المنطقة الماسة لإشغالها بممرضين أو ممرضات".

وأضاف "أرسلت لجان للتعاقد في شهر شوال الماضي للوظائف الشاغرة للتمريض وأعطيت المراكز الطرفية الأولوية القصوى لهذه التعاقدات ونتمنى أن نوفق في التعاقد على هذه الوظائف رغم الصعوبات".

وكانت "الوطن" قد نشرت تقريرا في فبراير من العام الحالي عن سعي وزارة الصحة لوضع لائحة ترغب الأطباء والممرضين والممرضات للعمل في المناطق الطرفية والنائية بعد أن سجلت عزوفا كبيرا من الكوادر الصحية عن العمل فيها. ولجأت الوزارة إلى سد ثغرات الاحتياج بالمراكز الصحية والمستشفيات بتعيين غير السعوديين والمنقولين إلى تلك المناطق حديثا، حيث باتت تلك المناطق غير مرغوبة لدى السعوديين لعدم وجود مزايا مغرية بالإضافة إلى تكاليف التنقل والسكن الباهظة.

وأكدت مصادر "الوطن" أن المميزات ستكون بمثابة "بدلات" للأطباء والممرضين الذين يرغبون العمل خارج المدن في المراكز الصحية والمستشفيات. وأوضحت المصادر أن المقترحات تدرس لاعتماد تلك المميزات لإعادة توطين المراكز الصحية في الهجر والقرى وتدعيمها بكوادر سعودية، وذلك بعد عزوف الكثيرين من الجنسين عن هذه الوظائف لعدم وجود حافز، إضافة للبعد والتنقل وغياب السكن والبيئة الحياتية المتوفرة في المدن.

وتقتضي خطة الوزارة أن تزيد من نسبة الكوادر السعودية في هذه المستشفيات والمراكز النائية وإحلالهم في وظائف يعمل فيها نسبة كبيرة من الأجانب الذين عادة لا يمانعون من نقلهم للقرى والهجر ويقبلون بالقرارات الصادرة تجاههم تلبية للعقود المبرمة معهم.