تنقل مدافع الشباب الخبير نايف قاضي بين أندية سعودية وقطرية، إذ بدأ مع الأهلي في جدة، ثم احترف مع الريان في الدوحة قبل أن يستقر مع الشباب في الرياض.

نايف قاضي "39 سنة" تدرج في الفئات السنية للأهلي حتى وصل إلى الفريق الأول الذي برز معه في مطلع الألفية الأولى، وكان رقما صعبا في خط دفاعه، ودفاع المنتخب السعودي، محققا عددا من الإنجازات بفضل الخبرة التي اكتسبها خلال معاصرته للاعبين كبار أمثال محمد الخليوي، والمحترف التونسي خالد بدرة.

وفي مطلع 2006، انضم قاضي إلى الريان القطري معارا في قرار لم يعجب جماهير الأهلي التي انتظرت عودته إلى جدة، لكنها صدمت عندما عاد إلى الرياض بسبب خلافات إدارية مع النادي.

وواجهت الإدارة الأهلاوية سخط جماهيرها، على الرغم من أن بعضها رأى في تحوله إلى الشباب حلا للابتعاد عن المشاكل مع الإدارة إضافة إلى أن الأخيرة كسبت مبلغا ماليا جيدا مقابل انتقاله لليث.

مسيرة جديدة

نجح القاضي في فرض نفسه على التشكيلة الشبابية بفضل مستوياته الكبيرة التي قدمها، وكذلك محافظته على أداء التدريبات، وأخلاقه داخل وخارج الملعب التي جعلته يحظى بمحبة الجماهير، وشكل ثنائية قوية في خط الظهر مع البرازيلي تفاريس وبات صمام الأمان. لم يمض قاضي وقتا طويلا حتى تقلد شارة القيادة لكتيبة الليث في عدد من المباريات، وأصبح المدربون يعولون عليه بسبب خبرته الكبيرة التي اكتسبها والإمكانات التي يتمتع بها، وكذلك هدوئه داخل الملعب، فمن النادر جدا أن يشتبك مع المنافس، أو يدخل في نقاشات مع حكام الملاعب.

ومع تقدم العمر، أصبح قاضي يعاني من مشاكل بدنية جعلته في السنوات الأخيرة يقضي أوقاتا كثيرة في العيادة الطبية.

ومع توقعات مغادرته للنادي، فوجئ الجميع بتجديد عقده، ولعدة عوامل، أهمها الدور الذي يقوم به في التدريبات من توجيهات ونصائح يقدمها للاعبين الشباب، وكذلك الدور الذي يقوم به في غرفة تبديل الملابس في المباريات الكبيرة، وهذا يرجع للرصيد الكبير الذي يملكه في قلوب الآخرين، والخبرة في التعامل مع المباريات الكبيرة.

في الموسم الماضي، كتب قاضي نهاية مسيرته التي امتدت لأكثر من 15 عاما، إذ جدد عقده لمدة موسم واحد فقط لم يستطع خلاله من المشاركة كثيرا؛ بسبب الإصابات المتلاحقة التي تعرض لها وألزمته دكة البدلاء. لكن التوجيهات التي كان يسديها لزملائه في غرفة تبديل الملابس وعلى دكة الاحتياط، خاصة أثناء المباراة النهائية لكأس خادم الحرمين الشريفين التي عدت مضربا للمثل، فنجح مع الجهازين الفني والإداري في تهيئة اللاعبين لمواجهة الضغوطات في النهائي بأدوار خلف الكواليس لا تكاد تكون ظاهرة للمشجع العادي بينما القائمون على النادي يدركون هذا الدور تماما.

بيئة مساعدة

أبدى المدرب الوطني نايف العنزي إعجابه بالفكر الذي يتمتع به قاضي، مشيرا إلى أنه قدوة للاعبين الصغار، ونموذج للاعب المحترف من بداياته، مبينا أنه منضبط داخل وخارج الملعب، ويمتلك روح القيادة، ويتمتع بأخلاق عالية في تعامله مع زملائه اللاعبين وأيضا مع الجماهير والإعلام، وحريص على الاستفادة من وجوده في الملاعب من الناحية الفردية وتأمين مستقبله والمحافظة على نفسه.

وأكد أنه فنيا كان نجما في الأهلي، وانتقل إلى الريان بنفس النجومية وأتى إلى الشباب وهو على ذات الحال من النجاح والبروز، لافتا إلى أنه وجد بيئة في الشباب ونوعية لاعبين تساعده على تقديم أفضل المستويات، ووجد إدارة تتعامل بصورة سهلت من مهمته الكروية، مستدلا بحصوله على القيادة في الشباب رغم أنه حديث العهد بالنادي. وقال العنزي: "جيد أن نايف ختم مسيرته مع فريق كبير مثل الشباب قدم خلال السنوات التي قضاها معه كل ما يملك من إمكانات سخرها لخدمة الفريق، وهو من اللاعبين المحببين عند الجماهير الشبابية وعندي شخصيا".

وأضاف "مستقبل نايف بعد اعتزاله يتحدد حسبما يرى نفسه، فهو يملك فكرا وخلقا وهو لاعب، فكيف إذا أصبح إداريا أو مدربا، وأطالب الشبابيين بالاستفادة منه في أي مجال بالتدريج. والأهم ألا يفوت الشبابيين الاستفادة من الفكر الذي يملكه نايف، والخلق الكبير الذي يتمتع به، فأجزم بأنه سيقدم الفائدة القصوى لهذا الكيان".