ساد هدوء حذر العاصمة اليمنية صنعاء أمس، رغم عدم حدوث أي اختراق سياسي للأزمة المتفاقمة مع جماعة الحوثي، التي تعهدت بمزيد من التصعيد، على خلفية المواجهات التي جرت بين أنصار الجماعة وقوات مكافحة الشغب التي حاولت فتح طريق المطار الذي أغلقه الحوثيون، في وقت أقال فيه وزير الداخلية اللواء الركن عبده حسين الترب قائد قوات الأمن الخاصة اللواء فضل القوسي، وعين بدلاً عنه اللواء محمد منصور الغدراء على خلفية هذه الأحداث.

وكان الوزير الترب قد أقال قائد قوات الأمن الخاصة اللواء فضل القوسي، وعين بدلاً عنه اللواء محمد منصور الغدراء، الذي كان يشغل منصب وكيل وزارة الداخلية للبحث الجنائي، وجاءت الإقالة على خلفية الأحداث التي شهدتها العاصمة صنعاء أمس في الشارع المؤدي إلى المطار وفشل قوات مكافحة الشغب في تفريق المعتصمين بالقوة.

وصعدت جماعة الحوثي من احتجاجاتها أول من أمس، في إطار ما تسميه الحركة "المرحلة الثالثة من التصعيد الثوري"، بعد إقدام أنصارها على إقامة مخيمات في الطريق الذي يربط العاصمة بمطار صنعاء الدولي، والذي تقع فيه مبان لعدة وزارات، هي: الداخلية، الاتصالات وتقنية المعلومات والكهرباء، حيث أجبر الحوثيون موظفي الوزارتين الأخيرتين على إخلائهما بالقوة.

وساد هدوء حذر العاصمة صنعاء أمس، الذي تزامن مع تحركات سياسية تهدف إلى لجم العنف المتصاعد في العاصمة مع تزايد خروج البعثات الدبلوماسية من العاصمة بسبب تدهور الأوضاع.

وذكرت مصادر سياسية مطلعة أن الحوثيين لم يقطعوا باب الحوار والتفاوض مع السلطة عبر وسطاء للوصول إلى حلول من شأنها تهدئة الأوضاع المضطربة في البلاد، مشيرة إلى أن أفكاراً حملها أمين العاصمة عبدالقادر هلال من زعيم جماعة الحوثي عبدالملك الحوثي، تتضمن تعديلاً على المبادرة الوطنية التي تم الإعلان عنها قبل نحو أسبوع، وأبرزها إجراء مزيد من التخفيض على أسعار الوقود، والذي أوردته المبادرة الوطنية، بالإضافة إلى إلغاء الفقرة التي تتحدث عن حصر صلاحيات اختيار وزراء الوزارات السيادية بشخص الرئيس، ويرون ضرورة خضوع الأمر للتشاور بين كافة الأطراف المشاركة في مؤتمر الحوار.

على صعيد المواجهات الدامية في محافظة الجوف، شرق البلاد، بين قوات الجيش المسنودة برجال قبائل وجماعة الحوثي، أكدت مصادر في المحافظة اندلاع مواجهات عنيفة بين الجانبين شارك فيه سلاح الطيران، أدى إلى سقوط العشرات من الجانبين، غالبيتهم من الحوثيين.

وأشارت المصادر إلى أن ثمان غارات جوية شنها الطيران الحربي صباح أمس على مواقع للمسلحين الحوثيين في مديرية الغيل، من بينها مواقع ومنازل ومزارع كان الحوثيون سيطروا عليها خلال اليومين الماضيين، وشوهدت سيارات تحمل عشرات المقاتلين الحوثيين منسحبة من الجوف باتجاه محافظتي عمران وصنعاء.

وأوضحت المصادر ذاتها أن الجيش دمر بعض الآليات العسكرية، من بينها دبابات كانت تقع تحت سيطرة جماعة الحوثي، حيث تشير مصادر عسكرية إلى أن الحوثيين تمكنوا خلال حروبهم الست (2004 ـ 2010) مع السلطة من الاستيلاء على ما يقرب من 30 دبابة.

وأكدت المصادر أن عدداً من السيارات التابعة شوهدت وهي تحمل جثث القتلى باتجاه عمران، كما تمكن رجال القبائل من انتشال جثث قتلاهم الذين سقطوا خلال الأيام القليلة الماضية.