xرعى وزير التربية والتعليم الأمير خالد الفيصل في جدة أمس، الحفل السنوي لبرنامج "إنجاز السعودية" تحت شعار "إعداد الشباب السعودي كقادة للغد في عالم ريادة الأعمال"، في توجه يعكس الاهتمام المتنامي بإعداد شباب قيادي قادر على المشاركة بفعالية في عملية التنمية.

وقال الأمير خالد الفيصل في كلمة له خلال الحفل: : يسعدني أن نحتفل بثمار إنجاز مع أبنائنا وبناتنا رواد الأعمال الناشئين وهم يقتحمون سوق العمل بهمة وأمل، على جسور التعاون البناء للاستثمار في الثروة البشرية بين الأسرة والمدرسة وقطاع المال والأعمال، ومع ارتفاع سقف طموحاتنا فإن النجاح يكون بعد توفيق الله، على هذه الثلاثية بمنظومة تنشيطية جامعة، حيث المهمة شاقة تتطلب تضافر المقومات لدى الجميع".

وأضاف: إن أفضل عمل يؤديه الإنسان هو ما يتوافق مع رغبته وإمكاناته وضمن المهمة الرئيسية للتعليم العام في اكتشاف مواهب النشء وتنمية قدراتهم ومساعدتهم في ضوء ذلك على اختيار طريق مستقبلهم، إما بالالتحاق بالتعليم الجامعي أو التدريب المهني أو الاتجاه إلى سوق العمل، لذى سعينا إلى بناء شراكات استراتيجية مع وزارتي العمل والتعليم العالي والمؤسسة العامة للتدريب التقني والمهني من أجل توحيد الروئ والسياسات العامة والنظم في الحقل التعليمي وإعادة تقييم عمليات تأهيل المعلمين في الجامعات وترشيد بعض التخصصات في مقابل استحداث تخصصات جديدة، توائم بين مخرجات التعليم وبين احتياجات سوق العمل ومستحدثاته".

واستدرك قائلا: "وهو ما يمثل أحد مرتكازات المراجعة الدورية للمناهج الدراسية وما أسفرت عنه على سبيل المثال من التوسع في تطبيق نظام المقررات الجديد في المرحلة الثانوية بما يحمله من أساليب حديثه تزيد من درجة اندماج أجزاء الاقتصاد وإضفاء اللمسة الثقافية تجاه نوعية العمل والارتباط المبكر بالمهن اليدوية".

وتابع: إن أمامنا اليوم فرصة ثمينة للتأمل في جوانب المرحلة الحضارية في بلادنا وأثر التعليم في التنمية الاقتصادية، وعلينا أن نسابق الزمن في تنمية مدارك أجيالنا بما يعينهم على اتخاذ القرارات الصحيحة والمبادرات المفيدة على ضوء الوعي بمجمل التحديات والفرص المستقبيلة لعل هذا هو جوهر العملية التربوبة وحيث يعتمد الاقتصاد العالمي بشكل كبير على عامل المعرفة الذي يرتكز على الارتقاء بمهارات القوى العاملة والتقنية والابتكار وريادة الأعمال والتعليم والتعلم مدى الحياة، لذلك فإن وزارة التربية والتعليم على أهبة الاستعداد التام للمشاركة في تنفيذ خطة التنمية العاشرة للدولة، ورؤيتها في التحول إلى مجتمع معرفي، بل وتأخذ في حسبانها ما بعد المجتمع المعرفي، ذلك أن مكانة أي أمة لا تنبع من الركون إلى ما تعرف الآن فحسب، وإنما في استقصائها عما لا تعرف سعيا بالإمساك بزمام الحضارة المتجددة".

وأضاف: "هذا ما نعمل على تهيئة أجيالنا حيث يجري تنفيذ استراتيجية الموهبة والإبداع ودعم الابتكار وبرنامج الملك عبدالله لتطوير التعليم العام في إطار تعزيز التحول الاقتصادي للمعرفة، من خلال توفير البيئة النموذجية الجاذبة وتأهيل القوى العاملة معرفياً وتقنياً إلى جانب التركيز على تطوير المناهج لتبقى على توازن بين قيمنا وخصوصيتنا وبين متطلبات الارتقاء الحضاري والتعايش الكوني".

إلى ذلك، أكد رئيس مجلس إدارة برنامج "إنجاز" عبدالكريم أبو النصر، أن الحفل يهدف إلى استعراض أهم إنجازات الشباب من خلال مبادرات البرنامج وإظهار أفضل الممارسات لمساندة المواءمة بين مخرجات التعليم العام واحتياجات سوق العمل، بحضور وزراء "التربية والتعليم" و"العمل" و"التجارة" و"الصناعة"، ومسؤولي إدارات التربية في 25 منطقة تعليمية، إضافة إلى أكاديميين ورواد أعمال وممثلين للقطاع الخاص.

من جهته، أوضح الرئيس التنفيذي للبرنامج وعضو مجلس الإدارة نائل سمير فايز، أن تدشين الحفل يتزامن وتوسع برنامج "إنجاز السعودية" ليتم تطبيق برامجه في كافة المناطق التعليمية الـ25 حول المملكة في خطوة تمثل حجر الأساس لبناء مجتمع معرفي ومواكبة لعملية تنمية المجتمع المحلي، مثمنا رعاية وزير التربية والتعليم للحفل.

بدوره، أفاد مدير إدارة البرامج لبرنامج "إنجاز السعودية" مهند الأحمدي، أن عام 1435 شهد وصول برنامج إنجاز إلى 25 منطقة تعليمية وتغطية شاملة لجميع مناطق المملكة في أكثر من 50 مدينة، ونفذت 691 مدرسة برامج إنجاز في العام الدراسي 1434 – 1435، فيما تم تقديم مبادرة محيطي حتى الآن لأكثر من 55 ألف طالب على مدى 4 سنوات، مؤكدا أن "إنجاز السعودية" تعمل على استباق الاحتياجات الأساسية للطالب السعودي بما يمكنه من الدخول إلى سوق العمل بتنفيذ مبادرة هدف إنجاز في أكثر من 30 مدينة وحصول أكثر من 12 ألف طالب وطالبة لرخص سوق العمل للمشاركة بفعالية في تطوير وتنمية المجتمع.