انتقد الرئيس الإيراني السابق محمد خاتمي، تيارات سياسية ـ لم يُسمها ـ واتهمها بالسعي لإبقاء ما وصفه بـ"الأجواء البوليسية"، في إشارة إلى تعامل السلطات الإيرانية مع مواطنيها، مما ينعكس على الشارع الإيراني بشكل سلبي.

وفي صورة أشبه بحالة اليأس في الشارع الإيراني من بلوغ البلاد حالة من التغيير، قال الرئيس الإيراني السابق إن "الرئيس الإيراني الحالي حسن روحاني، لن يستطيع تغيير هذا الواقع بليلة واحدة".

وجاء حديث خاتمي، حسبما أشار إليه موقعه على الإنترنت، خلال لقاء أعضاء جمعية "الثقافة والسياسة" من جامعتي شيراز وطباطبائي، وقال فيه: "كنا نعتقد أن يتحول الجو الأمني إلى سياسي، حيث لا يكون لدينا سجناء سياسيون، ويتم رفع الإقامة الجبرية، غير أن هناك تيارات ترى بقاءها في استمرار الوضع الأمني". ومضى الزعيم الإصلاحي يقول: "لو رأينا أن هذه الحكومة لن تضيع البوصلة فيجب أن نستمر في دعمها ونستوعب مشاكلها".

وأكد خاتمي على ضرورة تغيير الأوضاع في إيران نحو الانفتاح. وقال: "لم نشارك في الانتخابات كي يصل أصدقاؤنا للسلطة. بل ليتم تغيير الوضع وإصلاح الأمور التي نعتقد أنها غير صحيحة، وأن الرئيس وحكومته يعملان على ذلك".

ولم يدع الرئيس الإيراني السابق الفرصة، دون ذكر ما تعرض له رفقاء دربه من "الإصلاحيين"، من قمع على يد السلطة خلال السنوات الأخيرة. وقال: "استراتيجيتنا هي التفاعل. التفاعل مع السلطة وحتى مع التيارات المعارضة لنا من منطلق الحفاظ على هويتنا. أؤكد للأصدقاء أن تفاعلنا لا يعني تخلينا عن هويتنا".

وشارك الإصلاحيون بما عرف في إيران بـ"الانتفاضة الخضراء"، إبان عهد الرئيس الإيراني السابق أحمدي نجاد، وبلغ الأمر لوصف هذه الطبقة السياسية في البلاد بـ"رموز الفتنه"، كناية عن اعتراضهم على نتائج الانتخابات الثانية، التي قادت نجاد لمرحلة رئاسية ثانية في إيران، شابها التزوير بحسب الإصلاحيين آنذاك.

على صعيد آخر، قال النائب الأول للرئيس التنفيذي لشركة الحبوب المتحدة الروسية الحكومية أندريه جورماخ أمس، إن موسكو وطهران تجريان محادثات بشأن تزويد إيران بالحبوب الروسية مقابل النفط.

وتتباحث روسيا وإيران بشأن الصفقة منذ أوائل عام 2014 لكنهما لم تتفقا بعد على التفاصيل وهو ما يظهر الصعوبات التي تواجه الدولتان المصدرتان للطاقة بسبب العقوبات التي يفرضها الغرب.

وقال جورماخ إن شركته مستعدة لتوريد ما بين مليون ومليوني طن من الحبوب لإيران سنويا. ويقدر ذلك بما بين 250 مليون دولار و500 مليون، وفقا لحسابات لرويترز بناء على الأسعار الحالية للقمح الروسي.

وقال جورماخ على هامش منتدى أعمال روسي إيراني في طهران "نوقشت هذه المسألة في اجتماع عمل لكننا لم نبلغ بحل المسألة المالية".

وفي يناير الماضي قالت مصادر إن إيران وروسيا تتفاوضان على صفقة مبادلة قمح مقابل نفط بقيمة 1.5 مليار دولار شهريا وهو ما سيتيح لإيران زيادة صادراتها النفطية بشكل كبير مقوضة العقوبات الغربية.