عقدت الحكومة العراقية الجديدة أمس، أول اجتماع لها، فيما أعلنت العشائر السنية توحدها لمساندة الجيش في تطهير الفلوجة من عناصر"داعش"، في غضون ذلك يعتزم نائب الرئيس العراقي إياد علاوي القيام بجولة خلال الأيام القليلة المقبلة، تشمل العديد من العواصم العربية لتعزيز التعاون المشترك.

ففي إطار اتساع رفض العشائر السنية في المناطق المحيطة بقضاء الفلوجة وجود عناصر "داعش"، أكد مجلس محافظة الأنبار، أمس أن جميع عشائر ناحية الكرمة بقضاء الفلوجة أعلنت رسميا عن توحدها لمساندة قوات الجيش العراقي في المعركة الجارية حاليا لتطهير الناحية من سيطرة الجماعات المسلحة.

وقال رئيس مجلس المحافظة صباح الكرحوت، في تصريح صحفي، إن "أبرز العشائر التي أعلنت موقفها الداعم لقوات الجيش هي الحلابسة، واللهيب، والبوخليفة، وجميلة، وصبيحات"، مبينا أنها "ستبدأ بتنفيذ هجمات منسقة ضد التجمعات الإرهابية داخل الناحية، موضحا أن "تطهير ناحية الكرمة من الدواعش سيكون له الأثر الأكبر في التحرك باتجاه مدينة الفلوجة وتحريرها بالكامل من الإرهابيين، بعد أن أعلنت عشائر محيط الفلوجة انضمامها لقتال الدواعش".

يشار إلى أن القوات الأمنية تمكنت من تحرير ناحية بروانة غرب مدينة الرمادي بعد معارك استمرت يومين تكبدت فيها القوات الأمنية وعناصر "داعش" خسائر بالأرواح والمعدات، فيما لا تزال العمليات العسكرية جارية في أطراف قضاء حديثة.

من جانبه، أعرب نائب الرئيس العراقي فؤاد معصوم، إياد علاوي، عن أمله في أن تكون مرحلة ما بعد تشكيل الحكومة الحالية بداية لتغيير جذري للأوضاع السلبية التي رافقت الحكومة الماضية.

وقال "نأمل أن تكون المرحلة المقبلة بداية تغيير جذري لكل الأوضاع السلبية السابقة"، مؤكدا "بذل الطاقات وعدم ادخار أي جهد لخدمة البلاد والعمل الدؤوب لتعزيز المصالحة الوطنية للنهوض بواقع العراق وتحقيق الرفاهية والحياة الحرة الكريمة للمواطن العراقي".

بدوره، أكد عضو ائتلاف الوطنية بزعامة إياد علاوي، النائب عبدالكريم العبيدي أن نائب رئيس الجمهورية إياد علاوي سيكلف خلال الأيام المقبلة بجولة تشمل العديد من العواصم العربية لتعزيز التعاون المشترك. وقال لـ"الوطن"، إنه" في غضون الأيام القيلة المقبلة، سيقوم نائب رئيس الجمهورية بجولة تشمل عددا من دول المنطقة ولقاء المسؤولين لتعزيز العلاقات الثنائية، وتطويرها في المجالات كافة، ولا سيما فيما يتعلق بالملف الأمني".

وعقدت الحكومة العراقية الجديدة أمس، أول اجتماع لها برئاسة رئيس مجلس الوزراء حيدر العبادي، وبحضور نوابه الثلاثة صالح المطلك وبهاء الأعرجي وهوشيار زيباري، وبحث المجلس النقاط ذات الأولوية الآنية التي وردت في البرنامج السياسي الحكومي، ومن أبرزها العمليات العسكرية لتحرير المدن الخاضعة لسيطرة الجماعات المسلحة ومعالجة مشكلة النازحين، وسبل التعاون مع المجتمع الدولي لمواجهة المجاميع المتطرفة والحد من نشاطها لضمان أمن واستقرار المنطقة. وفيما تلقى العبادي اتصالا هاتفيا أول من أمس من الرئيس الأميركي باراك أوباما، تناول سبل تطوير التعاون المشترك بين بغداد وواشنطن لضمان استقرار الأوضاع الأمنية والسياسية في البلاد، هنأ رئيس إقليم كردستان مسعود البارزاني، العبادي بمناسبة تسلمه مهامه، مؤكدا تأييده ومساندته للحكومة الجديدة. واعتبر الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، منح الثقة للحكومة العراقية الجديدة خطوة إيجابية نحو الاستقرار السياسي في البلاد، معربا عن أمله بأن يتم تنفيذ البرنامج الوزاري في الوقت المناسب. على صعيد آخر، أعلنت بولندا أنها علقت أمس أنشطة سفارتها في بغداد. وأفادت الخارجية البولندية بأنه نتيجة لتدهور الوضع الأمني في العراق قرر وزير الخارجية رادوسلاف سيكورسكي تعليق أنشطة سفارة الجمهورية البولندية في بغداد، اعتبارا أمس التاسع من سبتمبر. وبولندا هي من الدول الـ10 التي شاركت الجمعة الماضي في اجتماع قمة حلف شمال الأطلسي المخصص لتشكيل ائتلاف للتصدي لتنظيم "داعش". واستبعدت وارسو مشاركة جنودها في عمليات على الأرض.