في خطوة عسكرية مهمة، نجح الجيش اللبناني في السيطرة على الطريق الوحيدة النافذة المؤدية إلى بلدة عرسال ومخيمات النازحين السوريين في البلدة، التي يستخدمها المسلحون السوريون للتنقل بين الجرد وعرسال، وبالتالي أصبح بالإمكان منع هذه التنقلات، وتمكن من قطع هذا الطريق في منطقة وادي الحصن، وتمركز على التلال المشرفة على جنوب شرقي البلدة، كما أقامت القوات حاجزا مدعما بالتحصينات والآليات العسكرية والأفراد.

وكان الجيش اللبناني قد انسحب من هذا المركز في أول معاركه مع الإرهابيين في الثاني من الشهر الماضي. وأفيد بأن الجيش سينفذ خطة أمنية محكمة لضبط الوضع بين جرود عرسال والبلدة من جهة، وبين الجرود والأراضي السورية من جهة أخرى، وأن التحركات العسكرية للجيش ستكون مدروسة ومنسقة، لا سيما أن هناك عسكريين مخطوفين ما زالوا في قبضة المسلحين في الجرود من "النصرة" و"داعش".

في هذا الوقت سجل موقف لافت في بيان لرئيس الحكومة الأسبق سعد الحريري، الذي استنكر العودة إلى "أسلوب الخطف والخطف المضاد، والتحريض المذهبي واستدراج بعضنا البعض إلى لغة العصبيات المتخلفة"، وتساءل: "هل الحملة المركزة على بلدة عرسال وأهلها وتطوع بعض الأقلام وكتبة المقالات والتقارير للتحريض على طرابلس وعكار والنفخ في رماد البحث عن الفتنة، هي الوسيلة الناجعة لحل مشاكلنا وتحرير العسكريين الرهائن من قبضة الإرهاب وأعداء الدين؟!". وأكد أنه "إذا قررنا أن نسلك هذا الطريق، فهذا يعني بكل بساطة أن هناك قرارا بفتح أبواب الفتنة على لبنان، وإعلان اليأس من الدولة وجيشها ومسؤولياتها، وسقوطها في الوحل الطائفي والمذهبي من جديد".

وأضاف: "لا نجد مخرجا لكل الوجع الذي يشعر به أهالي العسكريين المخطوفين، سوى التضامن وراء قرار الدولة في معالجة هذه المسالة الوطنية، وعدم الانجرار لتصرفات وممارسات، لا وظيفة لها سوى تحقيق مآرب القوى الإرهابية بتوسيع رقعة التخريب والفوضى إلى ساحة لبنان". داعيا إلى التضامن مع الجيش اللبناني والقوى الأمنية الشرعية.

من جهته، تقدم رئيس الجمهورية السابق ميشال سليمان، بمبادرة نوه فيها "بموقف أهالي الشهداء في الجيش الذي أظهر عمق وطنيتهم وتعاليهم فوق الجراح ووقوفهم إلى جانب المؤسسة العسكرية"، داعيا "الفرقاء كافة إلى الاقتداء بهذا الموقف ودعم جهود الحكومة ورئيسها وخطتها وتحصين موقفها لمعالجة ملف المختطفين، بما يحفظ حياتهم وهيبة القانون والمؤسسة العسكرية والدولة اللبنانية". كما دعا "المجتمع الدولي والدول القادرة بدعم الحكومة والجيش اللبناني في معركته مع الإرهاب العالمي التكفيري"، مطالبا "بتجاوز بعض الإجراءات الروتينية في عملية تسليم الأسلحة والعتاد والتزويد بالذخائر وقطع الغيار اللازمة، عبر إقامة جسور جوية مع لبنان".

في سياق أمني، اشتبه مواطنون في ساحة الجديدة – المتن في 3 أشخاص يعمدون إلى تصوير مبنى القائمقامية، حيث توجد مقرات أمنية ومبنى الأمن العام المقابل له. وعند سؤالهم سارع المشتبه بهم بالفرار، فعمد الموطنون إلى مطاردتهم وتبين أنهم يحملون الجنسية السورية ومن سكان مخيم صبرا، وعلى هواتفهم صور للمبنيين المذكورين أعلاه، وصور وشعارات داعشية. وقد تم تسليمهم إلى فرع المعلومات في قوى الأمن الداخلي في منطقة الجديدة.