في جمعية نسائية خيرية، هناك ملائكيات يشع نورهن حباً وعطاء، ولا تخلو بعض منسوباتها من (الشيطنة)، فهناك موظفتان لهما منصبان يخولانهما ممارسة عنجهيتهما بشكل ظاهره نظامي وباطنه (........).
فالأولى استغلت وجود المتبرع الذي أراد أن يفيد المستفيدات بمبلغ يسد رمقهن، وحشرت نفسها بينهن وأخذت المقسوم على الرغم أنه كان مقسما لغيرها، وليس هذا فقط بل دعت صاحبة الراتب الضخم (الطماعة) فلذات كبدها والتحقن في الطابور القصير وعلى رؤوسهن قناع الحاجة والاستغلال وهن يأخذن دور المستفيدات اللاتي لم يصلهن خبر وجود المتبرع.
وأما الثانية فحدث ولا حرج، فلقد كانت كثيرة التخبط لا تعرف من التدبير والتنظيم والتنسيق شيئاً، إلى أن انتشرت الفوضى التي عمت أرجاء تلك الجمعية، فلقد أعطت لابنها زمام الأمور واشعلت له ضوءاً بنفسجياً ليدخل عالم المستفيدات من باب لا يسمح للدخول به لغير العاملات. أما في الصيفية التي دعيت لها المستفيدات من بعض المنسوبات للجمعية لقضاء أجمل الأوقات في مركزها الصيفي على حسب ما ذكرن بأنه سيكون مفاجأة مذهلة، وقبل بدء انطلاق فعاليات الصيف بوقت قصير قامت تلك الموظفة باستبعاد الكثير من الأسر، على الرغم من تدوين أسمائها ورفعها بحجة أن المكان أصبح مزدحماً، وهذا عذرهن العاري تماماً من الصحة المتشبع بالظلم والجور، والضيق ليس في المكان بل في نفوسهن. وبدأت الفعاليات بوجود القليل من الفقرات والغياب الجبري للأخريات، وهروب بعضهن من الموقع بسبب إحراجهن بحكاية (قاتلة) وهي حكاية القمل، والتي حدثت عندما دارت كؤوس الاستعلاء، عندما قمن بممارسة عملهن من برجهن العاجي، ومن حقهن أن يتخيلن القمل برؤوس الفقيرات، وأن يأخذن الاحتياطات اللازمة، ولو بقتل كرامة المستفيدات ونحر مشاعرهن، لكن من يستطيع حماية المستفيدات من لدغ العقارب برؤوسهن المجعدة والمليئة بالحقد والسموم؟ ومن يحمي تلك الفقيرة المحطمة التي أقفل ملفها بسبب كلمة حق تشجعت وقالتها لهن؟
السؤال: من هذا المتبرع السخي الذي دفع بصفاء نية ثمن (الحرب على القمل)؟
الخلاصة: تحول صيفهن إلى رحلة بحث وتحر عن القمل في رؤوس هؤلاء الفقيرات وإحراجهن.