فقدت الأوساط الفنية العربية أول من أمس، الفنان العراقي النحات أحمد البياتي، الذي توفي في محافظة ميسان، عن عمر ناهز 70 عاماً.

ويعد البياتي صاحب أكبر تمثال في الشرق الأوسط وهو ما عرف بـ"تمثال المرأة الميسانية" في منطقة الماجدية بمدينة العمارة، ويشكل علامة فارقة في الفن العراقي، واستخدم فيه صفائح حديد البليت التي تعد عملية تطويعها صعبة جدا لكنه أصر على خوض غمار هذه التجربة والمراهنة مع النفس والواقع والظروف"، وكتب عن التمثال أنه يرمز إلى المرأة العراقية "العمارية" وقد نفذها وهي تقف شامخة، تحمل حمامة السلام وعجلة التقدم وعلى رأسها تاج الأمومة، وتحمل بإحدى يديها بعض أوراق (الكعيبة) وهو نبات مائي ينمو في الأهواز على مسطحات مائية واسعة، وقد اتشحت المرأة العمارية باللون البني وهو لون عباءة الرجل، وكأن البياتي يشير إلى أن الرجل هو ستر المرأة، كما هو معروف في الاعراف العراقية.

وقال الباحث علي الهاشمي: هذا التمثال سرق من الحديقة التي نصب لغرض تجسيدها وأشيع أنه يمثل أسطورة (تسواهن)، وهي من أساطير حرب الثمانينات، التي تتحدث عن امرأة من أهل الريف، قاتلت الجنود الإيرانيين في منطقة شرق دجلة وقتلت بعضهم، وهذه من أساطير الحرب، ومن الأساليب الإعلامية التي تستخدمها الحكومات العسكرية بدافع معنوي، حتى إن اسم (تسواهن) غير مستخدم في بيئة ريف العمارة، وحاولت الحكومة في عهد صدام وضع نصب يمثل أسطورة (تسواهن)، غير أن ذلك النصب الذي كان من الجبس، قد سقط وتهشم أثناء وضعه في المكان المخصص له عند باب (موقع العمارة العسكري). وأضاف الهاشمي.. لقد شاع أو أشيع أن تمثال المرأة الميسانية هو تمثال (تسواهن) وإلى يومنا هذا يطلق عامة الناس على هذا التمثال اسم (تسواهن)، والمرأة الميسانية وتمثالها والبياتي براء من تسواهن ومن الحرب وأكاذيبها، وهذا التمثال يجب أن يستعيد هويته الأصيلة، كرمز للمرأة الميسانية الأم والأخت والزوجة والبنت، التي تحمل معاني الأمومة والسلام والنزاهة من اسم (تسواهن) ومن رموز الحروب الحمقاء.

البياتي من مواليد مدينة العمارة (1945)، أقام عدة معارض لأعمال النحت على المرمر والرخام في معرض متحف الفن الحديث في مدينة ميلانو إضافة إلى تماثيل صغيرة بأحجام مختلفة لا تزال موجودة في متاحف إيطاليا.