على 4 دفعات، قال القضاء السعودي كلمته بحق المجموعة الأولى من عناصر خلية "الفقعسي" الإرهابية التي كان لزعيمها ارتباط مباشر بزعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن، إذ دانت المحكمة الجزائية المتخصصة أمس 15 من عناصرها، فيما ينتظر أن تصدر أحكامها على الـ14 الآخرين هذا اليوم.
وقرر القضاء أمس، إيقاع عقوبة القتل تعزيرا بحق اثنين من عناصر الخلية، إثر اشتراكهما في مواجهة مسلحة كان مسرحها إسكان مستشفى الملك فهد بـ"أبو عريش" بمنطقة جازان، فيما كان أعلى حكم بالسجن بحق قائد الخلية بعدد سنوات وصل إلى 35 عاما، ومنعه من السفر مدة مماثله عقب انقضاء محكوميته.
وكان من ضمن المشمولين بأحكام الأمس، مغربيان اثنان ويمني واحد، فضلا عن أحد الزعامات التكفيرية المعروفة، الذي سبق وأن بث له التلفزيون السعودي تراجعات عن فكره السابق، قبل أن يعود ليعلن أن تلك التراجعات ليست حقيقية، وما هي إلا "مداهنة للدولة".
وأشارت قائمة الإدانات بحق هذا الشخص تستره على أحد الأشخاص حينما أخبره عن تمكنه من الحصول على ثلاث حقائب نووية من مخلفات اليمن الجنوبي، وأنهم سيقومون بعملية هائلة تتضاءل أمامها هجمات الحادي عشر من سبتمبر.
وشملت قائمة الإدانات بحق أحد الزعامات التكفيرية، تستره على أحد المنحرفين من الجنسية اليمنية يدعى "وحيد" عند زيارة الأخير للمدينة المنورة، بعد أن علم بأن هذا الشخص تم تعيينه ممثلا للقاعدة في الخليج، بدلا من الملا بلال، وأنه سيكمل بعض العمليات الإرهابية في مياه الخليج العربي على غرار عملية "كول"، وقرر القضاء حبسه لمدة 31 عاما.
جلسة النطق بالحكم، التي حضرتها "الوطن"، اتسمت بالهدوء والسرعة، ولم يسمح فيها لأي نوع من أنواع مقاطعة الجلسة من قبل المدانين. وكان ملاحظا أن المتهمين قبل فترة النطق بالحكم كانوا يتهامسون فيما بينهم.
وبدا أحد المتهمين قبل أن ينطق القاضي حكما بقتله تعزيرا، مهموما وشارد الذهن، ولم يكن يدخل مع رفاقه في أية محادثات جانبية، واكتفى عقب نطق الحكم بحقه بأنه سيعترض عليه بلائحة.وكشفت قائمة الإدانات المثبتة على قائد "خلية الفقعسي"، بأنه التقى زعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن مرتين، وبخالد شيخ مرة واحدة، فضلا عن اضطلاعه بتشكيل مجلس عسكري في جدة، وطرحه فكرة استهداف محطات الكهرباء والنفط في إحدى الدول الأجنبية بواسطة اختطاف الطائرات، وقيامه بتشكيل خلية داخل السجن للقيام بأعمال تخريبية عسكرية فور خروجه ضد دولة أجنبية ومصالحها داخل المملكة أو خارجها كاستهداف مواقع النفط واختطاف المستأمنين.