هذا العنوان المثير ليس مني, فأنا ممن يكنون احتراماً وتقديراً لمسيرة هذا المدرب البرتغالي (النزق)، وإن كنت اختلف معه في تحويل الكرة ومنافساتها إلى (تهريج) و(ذبات – كما يقول المثل الشعبي), هذا العنوان المثبط صدر عن أحد أشهر كتاب ريال مدريد وكاتب في إحدى أقدم صحف العالم (تأسست عام 1881), و ذلك عقب تعادل أول من أمس للفريق المدريدي مع فريق ليفانتي المتواضع من دون أهداف.

منطلق غضب الكتاب المدريديين المعتقين من وضع جوزيه مورينهو أنه انشغل بالإعلام على حساب مصلحة الفريق والعمل على إعادته إلى جادة البطولات التي غاب عن سمائها سنوات بفضل هيمنة شبه مطلقة من فريق برشلونة, الكاتب (خوانمه) يعنف مورينهو على دفاعه المستميت عن لاعبه وابن جلدته كريستيانو رونالدو وهو يهاجم جماهير الريال ويطالبها فقط بالاهتمام بالتواجد في المدرجات مما أحدث حالة غضب عارمة برزت في اللقاء الأوروبي أمام فريق أياكس الهولندي عندما لم يحضر سوى نصف طاقة مدرجات إستاد سنتياجو برنابيو كردة فعل من هذه الجماهير المثقفة والمتحضرة, في الوقت – ولا زلنا ننقل وجهة نظر هذا الكاتب المدريدي الغاضب – الذي يكيل عبارات التهكم لبعض لاعبي برشلونة بداع أوبدون داع في مؤتمراته الصحفية منذ قدومه للعاصمة الإسبانية قادماً من إيطاليا, فيطالبه (خوانمه) بالتركيز على عمله كمدرب للريال والقيام بما أوكل إليه من قبل إدارة فلورينتينو بيريز, وأنه كإسباني سيكون مطالباً في هذه الحالة بأن يدافع عمن كانوا وراء تحقيق أول كأس عالم لإسبانيا وقبلها كأس أمم أوروبا عام 2008 ويعني بهم لاعبي برشلونة الثمانية.

ضاق ذرعاً كتاب الريال الكبار منهم تحديداً من أساليب مورينهو التي وصفها أحدهم بـ (البهلوانية), وأنه يضيع وقتاً غير ذي جدوى كونه يتحدث في أفضل فريق في العالم منذ العام 2005 وما يزال, ويحاول تهميش نجومية لاعبين هم على أرض الواقع الأفضل في العالم والمستأثرين بالترشيحات والجوائز المحلية والقارية والعالمية, إذن ما يقوم به من مسرحيات أشبه ما تكون (هزلية) في نظرهم في وقت لا يقدم عملاً ملحوظاً في الريال المتعطشة جماهيره لحضور أوروبي ومحلي مهم, غير أن ذلك الواقع يبدو يتضاءل في ظل المحصلة الميدانية المتراجعة من اللاعبين وعلى رأسهم كريستيانو رونالدو الذي بات محط استياء جماهيري معلن بالصفير والانتقاد عبر المواقع والصحف والبرامج التلفزيونية. آخر المتذمرين من تصرفات وتصريحات مورينهو يأتي أفضل مدرب في العالم لموسم 2009 الماضي بقيادته لفريقه لإحراز أول سداسية خرافية في تاريخ كرة القدم العالمية, إنه جوسيب غوارديولا الذي وجه كلمات مختصـرة ومعبرة إلى المدرب البرتغالي مؤداها (عليك أن تحترم جميع الفرق) وسبق ذلك امتناع غوارديولا عن ركوب حافلة الاتحاد الأوروبي لكرة القدم أثناء اجتماع مدربي النخبة تحت مظلة اليويفا بسبب وجود مورينهو و كردة فعل منه على تلك التصريحات غير اللائقة, وهو ما دفع مورينهو نفسه بالتوجه بنفسه في قاعة الاجتماع إلى غوارديولا واحتضانه في لقطة سجلتها عدسات الصحافة الأوروبية وأعقب ذلك بتصريحين يمنحان برشلونة التميز على مستوى الكرة وقدرته على تحقيق الفوز لوجود عناصره المتوافرة حالياً والتي يراها كريستيانو رونالدو السبب في اعتلاء ليونيل ميسي منصات الجوائز المحلية والقارية والعالمية عندما قال إنه يلعب مع أفضل فريق في العالم. والسؤال: هل ستخرس النتائج الأخيرة للريال مورينهو وتبعده ولو مؤقتاً عن الإعلام, أم يستمر بنهجه فيخسر ما تبقى من دعم من كبار إعلاميي الفريق المدريدي؟؟