بين ظهور أحمد حلمي في أفلامه الأولى "إسعاف 55" و"الناظر" وبين ظهوره في حسابه الرسمي على "تويتر" قبل أيام كاتبا لجمهوره العريض أنه بخير؛ رحلة فن كوميدي ليست بالطويلة، لكنها عالية القيمة الفنية، عالية التأثير.

يجلس الفنان أحمد حلمي، بعد عودته من أميركا، في رحلة علاج من ورم سرطاني بالظهر، أمام مكتبة أفلامه الكوميدية المتميزة جدا، وهو راض، وجمهوره العريض راض عما قدمه، في الفترة السابقة لمرضه الأخير.

كتبت هنا في "الوطن" عن كوميديا أحمد حلمي أكثر من مرة، وفي كل مرة أشاهد فيلما جديدا له أجد أنني لم أكتب شيئا عنه.

لكوميديا أحمد حلمي، ميزتان ليستا في أي كوميديا سبقته، حتى كوميديا عادل إمام والريحاني وغيرهم، وهاتان الميزتان باختصار: أنها كوميديا لا تستجدي الضحك بالقوة من خلال إفيهات أو حركات بدنية أو صوتية، أو من خلال إيماءات جسدية، كمن يقدمون كوميديا الإسفاف.

ثاني ميزة، أنها كوميديا تقوم على نصوص متميزة على الورق، فليس فيها إسفاف كلامي، أو حشو في الحوار، أو سيناريو القصة، وإنما كوميديا مكتوبة بعناية فنية، وجهد فني، ولهذا لا تجد فيلما لحلمي يشبه في تكوينه وطعمه ولغته السينمائية فيلما آخر له، في زمن تشابهت فيه الأعمال الكوميدية والشخصيات في رداءة فنية واضحة.

فرحنا لأن السرطان لم ينه حياة حلمي أولا، ولأنه لم ينه حياة فنية ذات قيمة عالية، قادرة على التغلب على سرطان الفن، المتفشي، في كوميديا الآن.