ألقت الأحداث السياسية المتوترة التي تعيشها العاصمة اليمنية صنعاء هذه الأيام بظلالها على أعداد حجاج بيت الله الحرام القادمين إلى المملكة عبر منفذ الخضراء البري في منطقة نجران، حيث كشفت جولة "الوطن" في المنفذ أمس عن قلة توافد الحجاج اليمنيين الذين بلغ إجمالي عددهم 40 حاجا فقط حتى أول من أمس، رغم الجاهزية التامة للأجهزة الحكومية العاملة على خدمتهم.

في البداية أكد مدير منفذ الخضراء المكلف سامي سليمان في تصريح إلى "الوطن"، أن استعداد الجمارك بدأ منذ وقت مبكر، حيث تم وضع خطة متكاملة لاستقبال ضيوف الرحمن بما يمكن المنفذ من إنهاء إجراءات دخول ما بين ألف إلى 100 ألف حاج وتيسيير الخدمات لهم في وقت وجيز وقياسي، وذلك حتى 5 ذي الحجة المقبل، وبعد هذا التاريخ لن يسمح بدخول الحجاج إلا للحالات الطارئة والاستثنائية التي تسمح بها اللجنة المكونة من عدة جهات وهي وزارة الحج والجوازات ومنفذ الخضراء.

وأضاف أنه تم ندب عدد من الموظفين من عدة منافذ ومناطق مختلفة ومن مصلحة الجمارك ليعملوا في منفذ الخضراء خلال موسم حج هذا العام جريا على العادة السنوية وذلك تحسبا لأي ضغط قد يواجههم.

ورافق مدير جمرك الخضراء "الوطن" خلال جولتها حيث يعمل مكتب الوكلاء الموحد التابع لوزارة الحج بشأن الحملات للحجيج، ثم إلى المحجر الصحي الذي يقوم بأعمال المسح الطبي فور استقبال الحجاج، ومن ثم عمل التحاليل والفحوصات المخبرية والتطعيمات ضد الأمراض الوبائية، وفي الحالات التي تتطلب تحويل للمستشفيات وخصوصا الفيروسية منها يتم تحويلها مباشرة إلى مستشفيات المنطقة.

بعدها دخلت "الوطن" إلى مكتب الجوازات والتقت بمديرها المقدم حامد القحطاني الذي أوضح أن دورهم يبرز في إنهاء إجراءات الحجاج من خلال التدقيق في الوثائق الرسمية كذلك تسجيل سماتهم من خلال برنامج البصمة الحيوية، مبينا أن لديهم تعليمات في المنفذ بالسماح للحاج الذي يمنعه نظام "البصمة الإلكترونية" من الدخول إلى المملكة لسبب معين، شريطة أن يكون حاصلا على تأشيرة حج من السفارة السعودية باليمن لأداء الفريضة.

من جهة أخرى، بين عدد من اليمنيين القادمين للحج أن قلة عدد الحجاج عبر الخضراء يأتي بسبب التوتر الأمني الكبير الذي يشهده اليمن.

وقال محمد سعيد العبيدي: "إن الوصول من صنعاء إلى المملكة عبر منفذ الخضراء محفوف بالمخاطر كون ذلك يأتي فقط عبر طريقين مضطربين، الأول صنعاء - عمران - كتاف والذي يشهد توترا أمنيا كبيرا نتيجة محاصرته من قبل الحوثيين، والثاني طريق صنعاء - الجوف - البقع والذي شهد خلال الأيام الماضية قصفا للطيران اليمني لمواقع حوثية في الجوف.

وأكد أن رحلة الحجاج من اليمن إلى منفذ الخضراء تعتبر مغامرة قد تؤدي إلى الموت المحقق في ظل الأوضاع الراهنة، وأنه لم يشعر بالأمان إلا بعد الدخول إلى الحدود السعودية".

فيما أشاد حسين بن حامد بجهود السفارة السعودية في صنعاء التي أنهت تأشيرات الحجاج قبل تصاعد حدة الخلاف السياسي في اليمن وصدور التعليمات بإجلاء كافة العاملين بها وإغلاقها. بينما أرجع إبراهيم صالح علي، قلة عدد الحجاج القادمين عبر هذا المنفذ للظروف الاقتصادية التي تعاني منها اليمن خاصة مناطق الأطراف المحاذية للمملكة.