في ذروة التقشف والأزمات الاقتصادية التي تعصف بأغلب دول العالم تتواصل عطاءات "الوطن" لأهله وناسه، آخرها دفعة "عقارية" جديدة لبناء 6204 وحدة سكنية مع مطالبة من الصندوق العقاري بسرعة إنهاء المستفيدين لأوراقهم تأهبا لطرح دفعة جديدة الشهر المقبل. وفي ذروة الارتباك الأمني والفوضى "الخلاقة" التي زرعها أعداء العرب – من بني جلدتنا - تقفز السعودية للمرتبة العاشرة ضمن قائمة العشرين الاقتصادية في المؤتمر المنعقد في أستراليا الأسبوع الماضي، وبين هذا المشهد الداخلي الإسكاني، ومشهد السعودية في أستراليا تحضر الأماني وترقص السعادة بوطن يمارس الركض نحو الحياة الآمنة المستقرة الكريمة ولله الحمد.
الابن المدلل – المواطن - لا يتوقف عن الطلب حتى لو كانت ملعقة الذهب معه منذ ولادته، فـ"الخير واجد"، ورب البيت مغنينا، وقيادتنا تسمع وتفهم وتقدم الكثير في خضم الأحداث، لذا فليسمح لي وزير الإسكان بوضع دوائر أسئلة أهل عسير على طاولته، فالأرقام في مجملها جميلة وتثلج الصدر، وفي تفاصيلها ألف سؤال وسؤال عما حظيت به مدن عسير الرئيسة والمحافظات التي تنتظر الخير على أحر من الجمر.
6204 وحدة سكنية لمواطني الوطن، منها 294 وحدة لمدينة أبها فقط، أما خميس مشيط وهي رابع مدينة تجارية سعودية، وسكانها يتجاوزون النصف مليون نسمة، فعليهم انتظار فتات موائد وزارة الإسكان، وبقية مدن عسير ومحافظاتها مطلوب منها الاستمرار في طابور الانتظار "الله لا يهينهم"، وعلى المتضرر حفظ الأوراق في أدراج "الصندوق" أو تسجيل القضية برمتها ضد وزارة مؤتمنة معروفة.. شكرا لمجلس بلدي خميس مشيط فقد جلب المساحات لكن لا "جوهرة" ولا وحدات سكنية.. المال والأرض متوافران، لكن "ما هنا دبرة"!