يبدو أن لمهرجان (المميزون في رمضان) عيونا مجهرية ثاقبة أشبه بعيون زرقاء اليمامة في زمانها، والتي تستطيع النفاذ عبر الحواجز المكانية لرؤية ما لا تستطيع غيرها من العيون رؤيته، وما لا يمكن لباقي البصائر وعيه وإدراكه! فقد استطاع المهرجان (بسلامته) اختراق كافة الحواجز الاستبصارية والعوازل العقلية والموانع المنطقية، ليتوج حليمة بولند - ما غيرها - كأفضل إعلامية عربية وللعام الثالث على التوالي عن برنامجها "مسلسلات حليمة" الذي حقق نجاحا بين برامج شهر رمضان المبارك! وياعواذل فلفلوا، وادلع يا كايدهم خليهم يشوفونك وقد نلت المجد من أطرافه، والعلا من (فساتينه) أو (نفانيفه) القافزة إلى ما فوق الركبة، وفي رواية أخرى من دلعه الممجوج واحتشامه المفقود! أما "مسلسلات حليمة" الفريدة في سخفها المعلوماتي وهزالها القيمي، وضعفها الذي لا يمكن أن ينفع معه فيتامين ولا مقوٍ، فقد تربعت على عرش النجاح الرمضاني المهيب، لتثبت ببرهان التميز القاطع أن منتقدي حليمة وبرنامجها: عمي صم فهم لا يفقهون!

وعليه عُقد لحليمة مؤتمر صحفي (يشن ويرن) لتناقش فيه الأسباب الجامعة المانعة لنجاحها الكاسح؛ بشرت فيه جمهورها العربي الممتد من الخليج إلى المحيط بتقديم (مسلسلات حليمة 3) بقناة الأسرة العربية MBC رمضان القادم، وليشرب المعترضون من البحر. أما العروض التمثيلية فقد تساقطت كسفا على رأس حليمة؛ لتمنحها بعض العروض أحقية اختيار فريق العمل الذي سينال شرف مصاحبتها ومشاركتها التمثيل! فيما تغازل الشاشة السينمائية أيضا الإعلامية الأولى "حليمة" بعروضها، فقوافل المنتجين والمخرجين ومنهم (خيري بشارة) يقفون ببابها، بينما لا تزال "حليمة" تدرس الموضوع بتأن ولم تقرر بعد خوض تجربة التمثيل!

أبشر أيها المشاهد العربي فقريبا سيكتسح تميز حليمة التمثيلي كما اكتسح تميزها الإعلامي، ألسنا نعيش في زمن "بوس الواوا"، و "شخبط شخابيط لخبط لخابيط" القادر على تحويل الفسيخ لشربات والهبل والاستظراف لتميز؟! وألا يعكس هذا التزييف "التميزي" مناخ الكذب والخداع والنفاق السائد في عالمنا العربي السعيد؟!

إنه زمن التسطيح والتسخيف والتسذيج؛ وعصرالفقاعات الإعلامية وأشباه المواهب والواوا والشخابيط ومسلسلات حليمة.. ولا نامت أعين العقلاء!