كعادته.. ارتدى قفازيه واعتلى عمود الكهرباء لإصلاح ما خلفته الأمطار والعواصف التي تتعرض لها منطقة جازان.. لم يبال بالمطر المنهمر فوق رأسه، ولا بـ"هزيم" الرعد الذي يصم الآذان.. وبينما انهمك فني الكهرباء "موسى"، في مهمة إعادة التيار للقرى المتضررة من السيول، فإذا بصوت يناديه من الأسفل.. ألقِ بقفازك، والحق بأهلك فخالك الآن مكلوم في ابنه، صديق عمرك، الذي وافته المنية إثر حادث مروري مؤلم.
وهنا كان الخيار صعبا أمام موسى جرب.. فإما الاستسلام لأحزانه وترك مهمة عمله التي نذر نفسه لها، وإما إنهاء العمل الموكل إليه.. فاختار طائعا مؤمنا الاستمرار في ربط الأسلاك واستبدال بعضها لينعم المتضررون بإعادة التيار بمعاونة فريقه.. وبعدها بدأ يُعزي ويتلقى العزاء في ابن خاله ورفيق دربه.
و"موسى".. هو واحد من ضمن أكثر من 80 فريقا للصيانة والطوارئ بكهرباء جازان استنفروا للعمل خلال إجازة العيد، لخدمة المواطنين والمقيمين.