نؤمن أن الاختلاف الفكري والثقافي جزء من هوية المجتمع، ولذا وجد الحوار بيئة مثمرة في تبني تلك الاختلافات وإضفاء مزيد من التجانس بينها واحتواء كل وجهات النظر والآراء في إطار من التقبل والانسجام، ولو ذهبنا لدور وقيمة الحوار داخل مجتمعنا السعودي، فبالرغم مما يبذله مركز الملك عبدالعزيز للحوار الوطني في التقارب بين تلك المتغيرات وما يقدمه من جهود رائدة في ترسيخ الحوار كلغة توحد بدورها كل المناخات الفكرية والثقافية وتقربها على مبدأ تقبل واحترام جميع الآراء إلا أننا ما زلنا نحتاج لمزيد من العمل على تعزيز الحوار في بناء العلاقات وخلق مزيد من الانسجام بين أوساط تلك المتغيرات.

في دراسة أعدها مركز الملك عبدالعزيز للحوار الوطني تبين أن مستوى الحوار في المجتمع السعودي بصفة عامة لم يرق للمستوى العالي والمأمول، ويؤسفنا أن ما نشاهده اليوم عبر مواقع التواصل الاجتماعي يشكل كارثة حقيقية عندما يصبح الرأي أداة للإقصاء والمفاضلة ودوافع ذلك هو نتاج التصادم الفكري وعدم تقبل الجميع بعضهم البعض كجزء من الهوية الفكرية والثقافية للمجتمع، فأصبح الاختلاف الفكري والثقافي بيننا صراعا مبنيا على المكاشفة والوصول إلى أقصى درجات التعرية بحق الآخر وذلك حتى يشعرنا بالانتصار، بينما في مفهومه الإيجابي هو التلاقح بين تلك الاختلافات وفق انسجام بناء يوصلنا إلى قيمة ثقافية وفكرية ضمن إطار واحد نشعر من خلاله بشراكتنا في هذا التكوين، ولعل ما ينقصنا اليوم هو تفعيل ثقافة الحوار بشكل أكبر ودعم برامجه وملتقياته التي تعزز ثقافة تقبّل الاختلاف.