كالعادة سندخل في دوامة البحث عن المدرب الأنسب للمنتخب تزامنا مع ترقب الخبر الرسمي لإقالة لوبيز كارو في اجتماع اتحاد القدم "الطارئ" بعد أن قصم ظهر منتخبنا في "خليجي22" وفي الوقت ذاته أعطى الضوء الأخضر لمجلس الاتحاد بإقالته.
أخشى على أصحاب القرار من الاستسلام للآراء العاطفية التي تبحث عن إنجاز في كأس آسيا، فيدور فلك البديل في مدرب يعرف منطقة الخليج، أو ممن لهم سابق تجربة بالأندية السعودية.
ولذا آمل أن يكون البديل مناسبا للاعب السعودي بناء على تجارب سابقة واكبها نجاحات على مدى تاريخ رياضتنا، وعدم تكرار مدربين فشلوا لدينا لأن أسلوب عملهم وتعاملهم غير مناسبين.
التجارب أيضا علمتنا أن المدرب المناسب يقدم نفسه جيدا حتى لو كان حديثا، والشواهد كثيرة مع مدربين سابقين تأقلموا سريعا، وقدموا نجاحات كبيرة مع مرور الوقت، ولكننا من أول خسارة أو مشكلة ألغينا عقودهم وبعضهم خسرناهم بسبب قوة شخصيتهم!.
وفي المقابل تعاقدنا مع مدربين "أوروبيين" كبار فكرهم أعلى كثيرا من مستوى لاعبينا، وقد يحتاجون سنوات لبلورة أفكارهم ولكننا لم نصبر عليهم.
والأسوأ في تجاربنا، التعاقد مع مدربين على وشك التقاعد أو حضروا لجني الأموال فتكبدنا خسائر مضاعفة، وفي السياق ذاته مطاردة مدربين جوالين في منطقة الخليج.
من جانبي، تأسفت كثيرا على عدم التعاقد مع كارينيو الذي نجح في إعادة النصر لوهجه الذهبي، ولم يكتف بذلك بل قدم لاعبين جددا، وأسهم في إعادة نجوم إلى مستواهم، وكان جنتلا في تعامله ومكافحا مثابرا في عمله، وزادت قناعتي ببشاشته حينما قابلته مصادفة أمس في الدوحة على هامش فعاليات عالمية، وهو في طريقه لأول تدريب مع العربي القطري تحت إدارة سامي الجابر المدير الرياضي للعربي، الذي كان منافسا قويا له مدربا للهلال العام الماضي الذي لا ينسى في تاريخ الناديين الكبيرين الهلال والنصر، ومن هذا المنبر أتمنى لهما التناغم والتوفيق والنجاح سويا في قطر.
كثير من المدربين الأوروبيين لم يوفقوا مع أنديتنا ومنتخبنا وربما المشكلة فينا، لكن الأهم الآن أن يضع المسؤولون في اتحاد القدم أسسا واضحة لمستقبل الأخضر لو على حساب بطولة آسيا بأن تكون ضمن خطة استعادة قيمة المنتخب الذي تسيد آسيا سنوات قبل أن يتقهقر إلى المركز الأخير في كأس آسيا بالدوحة 2011.
مشكلة كثيرين أنهم لم يستوعبوا المرحلة الانتقالية مع لوبيز بعد مرحلة عصيبة مع رايكارد، ولا بد أن ندرك أن المنتخب تطور لكنه توقف عند حد معين، وأصبح لزاما المحافظة على ما وصلنا إليه وتطويره بجهاز فني مناسب نصبر عليه مهما حدث في آسيا، ولا سيما أن مجلس إدارة الاتحاد يضم أعضاء على قدر كبير من الكفاءة والخبرة، ويوجد لجنة فنية تضم يوسف خميس وعبداللطيف الحسيني ويوسف عنبر، على أن يتم استقطاب خبير دولي يرأسها.
أتمنى أن يكون اجتماع اتحاد القدم "الطارئ" ناجحا وألا يتأثر بالهجوم المحموم والظالم ولا بما يحدث رسميا وإعلاميا على صعيد مشاكله مع الجمعية العمومية واللجنة المشكلة من اللجنة الأولمبية السعودية. وعسى ألا يصدمنا بقرار لا على البال ولا على الخاطر مع كل الأماني بالتوفيق والسداد.