على الرغم من جمال طبيعة منطقة الشفا بالطائف التي يعدها زوار المدينة السياحية من أبرز مناطق الجذب السياحي للزوار والمصطافين، إلا أن غياب الخدمات الأساسية التي يحتاجونها بهذه المنطقة تخدش هذا الجمال السياحي.

وفي الوقت الذي تعذر فيه الحصول على تعليق من أمانة الطائف حول غياب الخدمات الأساسية في الشفا، والشكاوى التي تلقتها "الوطن" من عدد من أهالي الشفا، أكد المرشد السياحي المعتمد من الهيئة العامة للسياحة والآثار بالطائف أحمد الجعيد، أن الشفا محط أنظار الزوار من منطقة الخليج ومناطق المملكة الأخرى كونها تمتاز بأجواء تختلف حتى عن أجواء الطائف ولكثرة الغابات ومزارع الفواكه الطائفية.

وحول شكاوى إهمال الشفا وغياب الخدمات الأساسية عن الموقع السياحي، قال حمد السليم - زائر من الرياض – "نأتي دائما للطائف كمحطة من محطات التنقل للسياحة والسفر، ومن ثم نقصد بيت الله الحرام في رمضان المبارك، ولم نر أي تغير في التنظيم أو الخدمات أو التطوير في منطقتي الشفا والهدا رغم الزحام الشديد في الإجازات الصيفية".

وقال إبراهيم بركاتي: "نأتي من مكة في نهاية كل أسبوع منذ أن أصبحت الأجواء حارة في مكة المكرمة، ونستغل قرب الطائف من مكة المكرمة في الاستمتاع بالأجواء الجميلة والباردة سواء في الهدا أو الشفا أو أي حديقة داخل المحافظة أو بأطرافها".

وأشار إلى أنه لا زال هناك قصور في بعض الخدمات التي تقدم، وأن الأمانة أو القائمين على السياحة في الطائف لا يعيرون اهتماما لتحسينها في كل مرة، مستدلا بعدم وجود مظلات أو أماكن للجلوس في المناطق المنتشرة في الشفا بين الجبال والأشجار.

وقال عبد الغني السفياني - صاحب محل لبيع الفواكه والخضروات - "إنني من خلال العمل في هذا "المحل" الذي أعرض فيه كثيرا من منتجات الشفا الزراعية من فواكه وخضروات وغيرها من ماء الورد والكادي، نجد إقبالا كبيرا للشراء من زوار الشفا بشكل يكاد يكون يومي، فضلا عن أن النشاط يزيد خلال إجازة الأسبوع. فلماذا لا تقوم الأمانة أو الجهة المسؤولة عن السياحة بتطوير منطقة الشفا والعمل على إيجاد أماكن مهيأة لمزاولة مهنة بيع الفواكه والخضروات، وحتى الشاي والذرة وتكون على شكل "أكشاك" وبأجر رمزي ويكون ذو منظر مكمل للطبيعة، بحيث يعطي للزائر انطباعا عن اهتمامنا بالمكان وبالمصطاف"، لافتا إلى أن التطوير يجب ألا يتعلق فقط بالطريق الدائري للشفا وتبقى الأماكن الأخرى على طبيعتها مع تهذيب الممرات التي توصل إليها وتزويدها بالكهرباء والماء ودورات للمياه النظيفة التي تفتقر لها المنطقة هنا، والتي يعاني الكثير من المصطافين من عدم نظافتها فيلجأ الكثير منهم إلى المساجد أو المنتجعات لقضاء الحاجة وللوضوء، مبينا أن التجار في الطائف لا يستثمرون سوى في مناطق محدودة داخل المحافظة ويتركون الوجهات السياحية لأن استثماراتها موسمية ولا تلبي تطلعاتهم الاستثمارية لوجود عدد كبير من المعوقات تفرضها عليهم الأمانة أو الجهات الأخرى.