حين تبحث عن "بطولة" لوحدك وبرغبتك، ابحث كما تشاء، لكن تحمل ضريبة "البطولة" لوحدك، ولا تفرض على الآخرين أن يقفوا معك حين "تقع"، لتقف وتكسب المجد لوحدك..!
البعض يبحث عن "بطولة" لكنه لا يتحمل تبعاتها، ويبكي حين يناله شيء من ضريبة "البطولة"، ويغضب على من لم يقف معه، وكأنه كان يقف ضده، وكأنه أصبح خصماً له ولمشروعه..!
والبعض يبحث عن بطولة ويسعى لـ"مجد" على حساب غيره، وقد ينجح ويكسب مبتغاه، لأنه ممن يدركون من أين تؤكل الكتف.. وهنيئاً له "المجد" حتى لو كان لا يستحقه، لأن "من حصل شيء يستاهله"..!
لماذا حين يقوم شخص "ما" بعمل "ما"، ننقسم نحن بين مؤيد ومعارض، بين مادحٍ وشاتم، حتى الذين لا علاقة لهم بعمله يبدون رأيهم باندفاع وكأنه يحدد مسارات حياتهم المستقبلية؟
لماذا نشعر أنه يجب أن نصل إلى نتيجة جازمة بصواب أو خطأ ما فعله هذا الشخص أو ذاك؟ ولماذا يتجاوز الخلاف مع هذا أو ذاك "الشخص الفاعل" إلى الخلاف مع كل من يؤيده أو يشجعه ولو من بعيد، حتى نخوض في مستنقعات الخلاف؟
ولماذا حين يُمدح مسؤول "ناجح" يظهر من يشتمه وكأنه يغار من نجاحه، مع أنه لا يمكن أن يصل إلى منصبه مهما علا وظيفياً ومهما كان حجم "الواسطة" في حياته؟
لماذا يغتاظ البعض من نجاح "البعض" رغم أنه لا ينافسه في الميدان ولا يمكن أن يكون ندا له؟ هل أصبحنا نغار من أي ناجح وفي أي ميدان؟
حين تنجح بأي مجال، سنمتدحك وسنتغنى بنجاحك، ولكن بعد أن تتحمل أنت جميع تبعات وأتعاب طريق النجاح.. لا تتوقع من أحد أن يحملك على أكف الراحة حتى تبلغ "المجد".. ثم تجد طوابير المداحين أمام بابك.
(بين قوسين)
من الذي لم يحزن على عزيزٍ راح ضحية طريق متهالك؟ أجزم أنه لا أحد.. لكن المؤلم أن يكون أكثر من عزيز!
"صلفة العبيكة" إحدى سيدات دار الكرم "حائل" نشرت عنها صحيفة "مكة" أنها فقدت الوالد والزوج والابن في السنوات الثلاث الماضية بحوادث سير، فبحثت عما ينفع أحبابها، فقدمت "مبرة الشتاء" عبارة عن وجبة إفطار صباحي يومي للبسطاء الذين يؤدون عملهم قبل أن تشرق الشمس، لتساعدهم على بقية يوم بارد.