تخيلوا إنه في الوقت الذي تنفقون فيه المئات من الريالات في نزهة قصيرة مع أسركم أو أصدقائكم بأحد المطاعم أو المقاهي أو الأسواق على أغراض تتكدس بها خزاناتكم؛ في هذا الوقت هناك آخرون يتزاحمون ليل نهار في مستشفياتنا التي تعرفون إمكاناتها جيدا، ينتظرون موعدا مرهقا جدا مع جهاز يغسل دماء مسمومة في عروقهم؛ بعد إصابتهم بالفشل "الكلوي"، وتخيلوا معي قضاء أربع ساعات في كل جلسة لثلاث مرات أسبوعيا، مع هذه الأجهزة العالية التكاليف؛ لتهبهم مزيدا من الأمل والأيام في عمرهم، في ظل عدم وجود متبرعين مطابقين لهم من أقاربهم أو غيرهم، وتخيلوا معي أيضا حين يجتمع هذا المرض مع الفقر والحاجة التي يعززها مرض ينهك الجسد ويؤدي إلى التهام كل ريال في جيب الأسرة؛ لتغطية تكاليف الغسيل والأدوية المصاحبة في ظل متطلبات المعيشة الغالية أيضا.
إنه باختصار؛ مريض يحتاج إلى 115 ألف ريال سنويا؛ كي يحصل على فرصته في الغسيل؛ وقد تصل تكلفة جلسة الغسيل الواحدة إلى 500 ريال في مستشفياتنا الخاصة التي لا تعرف سوى ادفع لتحصل على العلاج في ظل ازدحام غرف غسيل الكلى في المستشفيات الحكومية؛ فما بالكم بتكلفة ثلاث جلسات بشكل أسبوعي؛ أي بما يعادل 12 جلسة أو تزيد شهريا؛ تكلفتها تزيد عن 10 آلاف ريال؛ إنها مصاريف يمكنها بكل بساطة أن تحول أسرة مستورة إلى فقيرة جدا؛ وما أكثر الأسر المستورة بيننا؛ خاصة أن هذا المرض من شأنه أن يحول المريض إلى شخص غير قادر على العمل، فما بالكم لو كان ربّ الأسرة هو المريض؛ ويزيد الأمر سوءا لو كان عاطلا أو حوله المرض إلى مفصول من العمل!! لأن نظام العمل لا يكفل له حقه في الاستمرار بالعمل في القطاع الخاص.
إنها معاناة مريرة جدا؛ تزداد مراراتها حين تعرفون أن أيا منّا معرض لكل ذلك؛ فكما أفادني مشكورا عبر خطاب إنساني مفصل بمعلومات وافية عن دور جمعية "كلانا"؛ الأمير عبدالعزيز بن سلمان بن عبدالعزيز المشرف على جمعية الأمير فهد بن سلمان الخيرية لرعاية مرضى الفشل الكلوي، بأن نسبة الإصابة بالمرض في المملكة وصلت إلى 9% سنويا؛ وأن بيننا الآن 11 ألف مريض بالفشل الكلوي معظمهم من المحتاجين، وممن حولهم المرض إلى فقراء، فلا يستطيعون توفير ثمن جلسات الغسيل مما يهدد حياتهم بالموت؛ وقد يسأل كثيرون لماذا هذه النسبة المرتفعة!؟ والسبب أن كثيرا من المرضى كانوا في الأساس من المصابين بمرضي السكري وارتفاع ضغط الدم؛ وهما من الأمراض المنتشرة كثيرا بين السعوديين؛ كما أن مثل هذا المرض ينتج أيضا عن زواج الأقارب إذا ما كان وراثيا؛ وما أكثر زواج الأقارب بيننا.
إنها مجرد 12 ريالا فقط تتبرع بها شهريا لـ"كلانا"، التي توفر للمرضى المحتاجين تكلفة جلسات غسيل الكلى والأدوية والعمليات المصاحبة؛ فكيف تتبرع؟! أرسل رسالة واحدة مكتوب فيها (1) إلى الرقم (5060) سواء كنت مشتركا في STC أو زين أو موبايلي؛ افعلها الآن؛ إنها فقط 12 ريالا شهريا "وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعًا".