عادت أجواء التوتر إلى منطقة القلمون على الحدود اللبنانية السورية، بعد أن شن طيران النظام السوري غارات جديدة، وشهدت منطقة عسال الورد اشتباكات حادة بين الجيش السوري وعناصر حزب الله من جهة، ومسلحي جبهة النصرة من جهة ثانية، استخدمت فيها المدفعية الثقيلة ومدفعية الميدان والأسلحة الصاروخية والمتوسطة. وكان مقاتلو الجيش السوري الحر قد شنوا هجوما على مواقع لقوات الأسد وحزب الله في منطقة مزارع رنكوس بالقلمون.

حيث سيطرت المعارضة خلال الهجوم على موقعين عسكريين، كما قتل 7 عناصر من قوات الأسد و5 من حزب الله، إضافة إلى تدمير دبابة واغتنام بعض الأسلحة والذخائر، فيما قتل 3 من مقاتلي المعارضة.

وعلم أن قوات النظام السوري ردت بشن 7 غارات بالطيران الحربي على جرود القلمون، كما أفيد عن قيام دمشق بشن غارات في وضح النهار بسبب مخزن المواد المخدرة الذي أتلفته جبهة النصرة لحزب الله وكبدته خسائر مادية بملايين الدولارات.

من جهة أخرى، قتل مسلحان وجرح ثالث أثناء تنفيذ الجيش اللبناني عملية دهم في بلدة عاصون - قضاء الضنية في الشمال استهدفت خلية إرهابية، أدت إلى اعتقال المتهم أحمد سليم الميقاتي الملقب بـ"أبو الهدى" بعد إصابته، وهو من المتهمين الخطيرين.

وذكرت معلومات أمنية أن الجيش ألقى القبض على الجندي عبدالقادر الأكومي الذي أعلن انشقاقه وانضمامه إلى تنظيم "داعش" قبل 10 أيام.

وبالأمس كان لافتاً إصدار مديرية التوجيه بقيادة الجيش تعميماً على العسكريين تناولت خلاله موضوع انشقاق العسكريين، أكدت فيه أن الجيش "غني عن خدمات أي عسكري يتخاذل أو ينكث بقسمه ويخون رسالته، فيخسر نفسه قبل وطنه ومجتمعه وعائلته".

في سياق منفصل، طالب تيار 14 آذار الحكومة بالانضمام فوراً إلى التحالف الدولي لمحاربة تنظيم الدولة "داعش"، وقال في بيان عقب انتهاء اجتماعه أمس "في ظل الأحداث التي تعصف بالمنطقة نطالب بصوت عال بالانتساب الواضح للتحالف الدولي لضرب الإرهاب، مما يؤمن لجيشنا الوطني المناعة الدولية والإمكانات العملية للتصدي للإرهاب".

من ناحية أخرى، كشف مصدر أمني مطلع عن اتجاه الحكومة رسمياً لرفض الهبة الإيرانية للجيش، ورجح المصدر الذي طلب عدم الكشف عن اسمه في تصريحات إلى "الوطن" أن يتم رفض استلام الهبة لأسباب متعددة، في مقدمتها عدم فعالية تلك الأسلحة، إضافة إلى الموقف الدولي الذي بات واضحاً، وقالت المصادر "واشنطن أظهرت عبر رسائل دبلوماسية موقفاً حازماً من الموضوع، وحذرت المسؤولين من أنه في حال قبول هذه الهبة سوف تضطر إلى التوقف عن الاستمرار في تقديم المساعدات العسكرية إلى لبنان.

كما أن منسق نشاطات الأمم المتحدة في لبنان ديريك بلامبلي أبلغ وزير الدفاع الوطني سمير مقبل إن قبول الهبة يتعارض مع القانون الدولي". ومضى المصدر بالقول "لم يقف الأمر عند ذلك الحد، بل إن المتحدث باسم الخارجية الفرنسية رومان نادال أكد موقف بلاده الداعم للجيش اللبناني، مشيراً إلى اتفاق التعاون مع المملكة الذي يقضي بتزويد الجيش بمعدات عسكرية بقيمة 3 بلايين دولار في مراحله النهائية.

في سياق منفصل، رفض مفتي طرابلس والشمال الدكتور مالك الشعار الاتهامات التي تسوقها بعض الدوائر ضد مواطني المدينة ومحاولة دمغهم بالإرهاب وإيواء الإرهابيين، وقال في مؤتمر صحفي أمس "طرابلس ظلت دوماً مدينة العلم والعلماء، مدينة العقل والعقلاء، فمدينة تختزن هذه القيم الإنسانية لا يمكن أن يكون فيها إرهاب، ولا يمكن أن تحتضن إرهابيين، وما وجد فيها من ردود أفعال أمنية كان غالبها بأيد خارجة عن طرابلس".