في الأسبوع الماضي وتحديدا يوم الاثنين الماضي، غادر مجلس الوزراء عدد من أصحاب المعالي الوزراء الذين أدوا أمانة العمل تجاه وطنهم بكل أريحية. وحينها دفع المليك حفظه الله، بدماء شابة جديدة إيمانا وإدراكا من القيادة الحكيمة أن العصر، عصر الشباب، ولا بد من مرحلة جديدة تناسب الذهنية والعقلية التي تتجاوز نسبتها حسب التقديرات 65% من أبناء المملكة، كما أنه لا بد من دماء شابة تحمل الحقائب ذات الأهمية لخدمة مرافق الحياة الاجتماعية والخدمية والتنويرية. وتناقلت وسائل الإعلام هذا النبأ الذي أصبح حديث المجالس يومها، وندعو الله من الأعماق أن يعينهم على تحمل المسؤولية، وأداء المهمة والعمل بإخلاص وتفان لهذا الوطن ومواطنيه، والمقيمين على أرضه.

ولا بد هنا من وقفة وفاء تجاه أولئك الوزراء الذين أمضوا حياتهم في خدمة وطنهم بأمانة وإخلاص مهما تنوعت تلك المواقع، ومع هذا كأني بهم ولسان حالهم.. نَمْ قرير العين بعد الإجهاد لقد غادرت وأنا مرتاح الضمير على سَنْي الخدمة التي عشت فيها مؤتمنا على (جهاز دولة) فإن أحسنت فمن الله وإن كان غير ذلك فأنا اجتهدت ولكل مجتهد نصيبه، هؤلاء الوزراء وفقهم الله، لا بد أن نقول لهم كلمة شكر وعرفان لتلك الأيام والليالي الخوالي التي قضَيتمْوها في مواجهة الجمهور والورق والسفر والتنقل بين مشروع وآخر غادروا، ودعاؤهم أن عملهم في رضا الله ثم طاعة ولي الأمر، أكتب هذه الكلمات نيابة عنهم ولسان حالهم "أيُّها الوطن أشكر رحابة صدرك أن منحتني فرصة العمل في جنباتك خدمة للمواطن في مساحة هذا الوطن العزيز.. أشكر لك أيها الوطن الليالي التي أمتطيتها لأحضر تدشين مشروع هنا أو هناك، أشكر زملائي الذين عشْت معهم أكثر مما عشت مع أولادي وعائلتي وتحملهم كلماتي.. هذا يصح، وهذا لا يجوز، لكنها كلها تصب في مصلحة الوطن والأسرة السعودية وبناء وطني.. اليوم أودع الوزارة حاملا معها أجمل الذكريات بحلوها وبكل ما مر عليها أثناء عملي معكم أيها الزملاء وتحملنا جميعا العناء الذي يذهب مع تحقيق الإنجاز.. هذا حال كل وزير ودع وزارته خدم مليكه ووطنه وقدم عصارة ما يملك من الفكر والإبداع فشكرا لك أيها الوزير وما قصرت!

وعلى الطرف الآخر دخل الوزارة وزراء جدد سيتحملون الأمانة من زملائهم، سيجد كل وزير أمامه ملفات عالقة وشراكة عمل مع زملاء في كل وزارة بالتأكيد سيفرحون بالدماء الجديدة الشابة التي حملت معها كلمات المليك الذي يحمّلها كل وزير أن يتقوا الله في أعمالهم، جاء هؤلاء الوزراء من مدارس متنوعة في العطاء الإداري والعلمي والإنجاز التنموي والتخطيط الاستراتيجي في مجالات عدة فهذا أستاذ جامعي، وآخر مدير لجامعة وعقلية تبحرت في مجال الإدارة والوكالات والخبرات وقدم عصارة إبداعه حتى أتى اليوم الذي قطف فيه ثمرة جهده بعد توفيق الله، لهؤلاء الوزراء أُرسل برقيات عاجلة أوكد فيها أن وطنكم ينتظر منكم العطاء كيف وأنتم أهل للمسؤولية وحظيتم بثقة ولي الأمر وفقه الله.. هذا التعليم يعيش مرحلة من التنامي تحتاج إلى عقلية الإبداع والتطوير والدفع ببرنامج الابتعاث وخريجي الجامعات إلى المكانة التي تليق بالخريجين ولمواصلة النجاحات التي حققها الوزير السابق وفقه الله، لكن عقلية الوزير الجديد أيضا عند مستوى الأمانة عرفته في عدة اجتماعات جمعتنا معه في برنامج (تطوير).. ثم هناك الشؤون الإسلامية إذ دخلها شاب تربى في المدرسة الدينية ثم مديرا لأعرق جامعة إسلامية لمعت في عهده وأصبحت مضرب المثل في التفوق العلمي، وهناك مرافق الصحة والشؤون الاجتماعية دخلها شباب عاشوا في التخطيط الإداري والإنجاز التنموي وعقلية الإدارة الناجحة التي شاهدناها في التأمينات الاجتماعية والتقاعد ورحاب الجامعات فتنتظر منهم الشيء الكثير بإذن الله، ولقد أنفقت الدولة خلال سنواتها الماضية المليارات للقطاعات الخدمية لتحقيق رفاهية المواطن مهما كان موقعه وهذا الأمر أيضا ينتظر من هؤلاء الوزراء الجدد أعانهم الله الشيء الكثير، كما أنني وأنا أتحدث عن مرافق الدولة التي دخلها التغيير بدماء شابة أتذكر ذلك المرفق الحيوي التنويري الذي لا يغفل عنه كل مواطن وهو حقيبة الثقافة والإعلام بهيئاتها ودهاليزها وقطاعاتها وإعلامها الخارجي وغيره فقد اختير لها شاب تشرب الإدارة والتخطيط والعقلانية ومعرفة مواطن الإنجاز أين ومتى؟ وهو ابن الوزارات الكثيرة والإمارات وكاتب العمود الصحافي الذي نقل من خلالها جوانب تنموية متعددة سوف ينقلها بالتأكيد إلى عالمية الكلمة المسموعة والمقروءة والمرئية.. نحن إذاً أمام تحد كبير في نقلة تنموية عملاقة يقودها شباب ذو حماس عشت مع بعضهم ورأيت فيهم الدقة في الإنجاز وحب العمل خدمة لهذا الوطن وبالحب ودعنا الوزراء وبالحب نستقبل كوكبةً أخرى من الوزراء الجدد وفقهم الله.