باعتبار اهتماماتنا فقضيتنا الكبرى هي المرأة، وبالتحديد وجهها، ومعاركنا بشأن عملها وسيارتها وبطاقتها الوطنية والاختلاط إنما هي معارك أولى في سواتر الدفاع الأمامية، أما أم المعارك فهي معركة وجهها.
ممن خاض في شأن الشيخ الغامدي وزوجته، الشيخ صالح الفوزان والزميل علي الموسى.
الشيخ الغامدي، بتأكيده، لم يقل رأيا جديدا لكن ظهور زوجته في التلفزيون بلا غطاء وجه أحدث موجة من ردود الأفعال لا تدع مجالا للشك أن قضيتنا الكبرى هي وجه المرأة.
الشيخ الفوزان يطلب من المرأة ألا تلتفت للمشوشين "المهاترين الذين يقولون إن كشف الوجه فيه خلاف فقهي.
الدكتور علي الموسى يضرب الأمثلة بزوجة إردوغان وزوجة محمد مرسي وزوجة يوسف القرضاوي، ولولا أن "الإسلاميين" في بال الزميل علي الموسى لأمكنه أن يضرب الأمثال بآلاف النساء في بلادنا اللاتي يظهرن كاشفات الوجوه، منهن طبيبات وعضوات شورى وأستاذات جامعات وموظفات ومواطنات عاديات.
وبشكل مفاجئ يعترض الموسى بحدة على جرأة وموقف الشيخ الغامدي "لا... وألف لا، لأننا مجتمع محافظ تداخلت فيه تناقضات المواقف الفقهية مع صرامة العيب الاجتماعي".
كلام زميلنا الموسى يعني أن الشيخ الغامدي مسؤول عن وجه زوجته، وظهورها مكشوفة الوجه إنما هو جرأة ليس منها هي، بل من زوجها الذي كان عليه أن يؤجل جرأته حتى نفك التداخل بين المواقف الفقهية وصرامة العيب الاجتماعي!
الغامدي صادق مع نفسه ولم يؤجل رأيه فصدع به منذ زمن، وزوجته صادقة مع نفسها ولم تؤجل جرأتها، وهما يعلمان أن لا موقفَ حرّاً بلا ثمن.
وجه الزوجة ليس ملكا لزوجها يناور به في معارك الفقه والعادة، فهو مسؤول عن رأيه وهي مسؤولة عن وجهها. ما ذنب الغامدي وزوجه في تناقضات مواقف الفقه وصرامة العيب؟! المسألة ببساطة هي حرية رأي مشهور وحرية سلوك مشهور.
الواجب أن نحيي كل صادق مع نفسه لا أن نطالبه باحترام التناقضات الفقهية والاجتماعية التي منّ الله عليه بمغادرتها.
ولن نغادر النفاق الذي يشتكي منه الموسى إلا بأمثال جرأة الغامدي وزوجه.