ترك النقيب محمد بن حمد العنزي أحد منسوبي قوات الطوارئ الخاصة بالقصيم الذي استشهد في عملية تعقب لإرهابيي جريمة الأحساء، خلفه أطفاله الثلاثة، سلطان وسلمان، وأصغرهم باسل، متيتمين بحضن والدتهم، وكنف جدهم لأمهم وخال والدهم مشرف بن خلف العنزي.

ويبدو أن "حالة التيتم" قرينة لأسرته، وملازمة لها، فقد عاش النقيب وإخوانه الثلاثة حالة اليتم، وتذوقوا مرارتها صغارا، لتعمل الفئة الضالة على توريث تلك المرارة إلى أبناء وأطفال الشهيد العنزي، حيث كان النقيب محمد هو العائل لأبنائه، وإخوانه الثلاثة أحمد، وفهد، وسعد، الذين استقبلوا نبأ استشهاده بصدمة كبيرة، بعد أن كان لهم كالوالد، عائلا وحاضنا مربيا.

وفيما كان جثمان الشهيد مسجى بجوار القبر، بدأت تعاليم الدين، ومعاني الإنسانية بمحاكمة تلك الجريمة الشنعاء، التي اقترفتها أفكار ومعتقدات ضالة منحرفة، استرخصت الدم والدين، واستباحت العرض، لتسجل أمام التاريخ معادلة يمثلها أطفال لا يتعدى أكبرهم عامه السابع، بمقابل فئة باغية، قد أجمعت الشرائع والأديان والقيم الأخلاقية النبيلة على تجريم منهجهم، واستبشاع معتقدهم. هنا يسجل التاريخ أمام الملأ، وفي شهادة من الأحياء والأموات أن أطفالا ثلاثة سيحتكمون لإله عادل، من شراذم حرمتهم حلاوة الحياة، وأذاقتهم علقم اليُتم والفقد والحرمان.