بالرغم من تردد مقولة أن المملكة دولة فتية، بالإشارة إلى أن نسبة الشباب فيها تربو على 60% من إجمالي عدد السكان ممن تتراوح أعمارهم بين 20 و39 سنة، حيث يفترض أن تشاهد هذه النسبة واضحة في كل القطاعات في المملكة، إلا أننا بالنظر إلى واقعنا، فإن نسبة الشباب تشكل أغلبية في فئة الباحثين عن عمل، والباحثين عن أماكن للترفيه والباحثين عمن يحتوي مواهبهم وإبداعاتهم، ولذلك هم يحققون أعلى نسبة في البطالة فقط، أما المراكز المهمة والأعمال القيادية، والوظائف التي تحتاج لعزم الشباب ونشاطه وحيويته فما زال يسيطر عليها الكبار في السن، بل والكهول أحيانا، ويتم تعجيز الشباب وصرفهم عن أماكنهم الوظيفية التي يستحقونها بحجج واهية من انعدام الخبرة، وقلة الكفاءة، أو القضاء على طموحهم بإلقائهم في وظائف شكلية، لا يطلب منهم فيها سوى كتابة الاسم والتوقيع، إما سدا للفراغ أو للتخلص من شبح السعودة.
فئة الشباب لا تحتاج إلى مجرد إفراد أبواب خاصة بهم لإبعادهم عن النساء، ولا لتخصيص أيام محددة لهم في المعارض والحدائق حتى لا يزاحموا العوائل والفتيات، هم يحتاجون إلى أكثر من ذلك، يحتاجون إلى برامج تدريبية، ودورات تأهيلية، تعدهم إعدادا جيدا يؤهلهم لصناعة المستقبل الذي ينتظرهم. حتى تستعيد كل القطاعات حيويتها، لتصبح مملكتنا فتية بالفعل.