قال الأمين العام لتيار المستقبل أحمد الحريري لـ"الوطن"، إن خطابات من وصفهم بـ"حلفاء إيران"، التحريضية ضد المملكة، لن تثنيها عن دعم كل اللبنانيين، انطلاقاً من حرص الرياض على الشرائح اللبنانية، دون النظر في دين أو مذهب أو طائفة.

وجاءت تصريحات الحريري لـ"الوطن"، في أعقاب توقيع المملكة، عقد تسليح قوى الدفاع اللبناني مع الجانب الفرنسي، بموجب الهبة السعودية، التي أمر بها خادم الحرمين الشريفين، وبلغت أكثر من 4 مليارات دولار.

واعتبر الحريري، توقيع هذا العقد، مناسبةً لـ"لجم" كل المشككين بمكارم الخير، من مملكة الاعتدال، التي اعتادت على مساندة كل المؤسسات الشرعية في لبنان، وفي كل الأزمان والظروف.




قدَّر سياسيون لبنانيون عالياً توقيع عقد تسليح الجيش اللبناني بين المملكة العربية السعودية وفرنسا في الرياض أول من أمس، مشيرين إلى أن هذا التوقيع يعتبر بمثابة إخراس لكافة ألسنة التشكيك والضلال، التي تردد مزاعم النظام الإيراني. كما أكدوا أن المملكة أثبتت عملياً حرصها على مساعدة لبنان والوقوف بجانبه في كل الأوقات، وأن الأسلحة ستصل الجيش في وقت يحتاجها فيه لحماية لبنان من خطر الإرهاب الذي يحيط بالمنطقة ككل.

مكارم الخير

بداية، تقدم الأمين العام لتيار المستقبل، أحمد الحريري بالشكر لخادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز، وللمملكة العربية السعودية، على الدعم غير المسبوق الذي تقدمه للبنان وشعبه وقواه العسكرية والأمنية، في المواجهة التي يخوضونها ضد الإرهاب. وقال لـ"الوطن": "هبة المليارات الثلاثة التي سلكت طريقها إلى التنفيذ، مع توقيع العقد السعودي – الفرنسي، مضافاً إليها مكرمة المليار دولار، يشكلان دعماً غير مسبوق للجيش اللبناني على مدار تاريخه، مما يعزز إمكاناته الدفاعية والحربية، ويرفع دوره في حماية لبنان ودرء الأخطار عنه، بالتكافل والتضامن مع كل القوى الأمنية الشرعية".

وشدد الحريري على أن المملكة "أثبتت بالقول والفعل لكل اللبنانيين أنها حريصة على دعم القوى العسكرية والأمنية، وأن أي خطاب تحريضي ضدها، من قبل حلفاء إيران، لن يثنيها أبداً عن تقديم كل الدعم الذي يحتاجه لبنان، باعتباره مسؤولية عربية لن تتخلى عنها"، مؤكداً أن "توقيع العقد" هو رد على كل المشككين بمكارم الخير والاعتدال التي اعتادت أن تقدمها المملكة للبنان ولشعبه ولمؤسساته الشرعية، في كل الأزمان".

توقيت دقيق

وفي ذات السياق، قال النائب الشمالي قاسم عبدالعزيز: "المملكة اعتادت مساعدة لبنان على مر التاريخ، ودعمها للجيش بهبة هي الأكبر حتى الآن ليس الأول من نوعه، فمكرمات الرياض كثيرة تجاه بيروت، والمكرمة الأخيرة السخية موضع تقدير جميع اللبنانيين الشرفاء، لأنها إسهام فاعل في الحفاظ على مؤسسة الجيش وتطويرها وتعزيز قدراتها الدفاعية والهجومية، وكذلك سيثبت الثقة بالمؤسسة العسكرية وقدرتها على تأمين الاستقرار والأمن للبنان، وقد جاءت في الوقت المناسب حيث يخوض الجيش معركة ضد الإرهاب ويحتاج أسلحة متطورة وحديثة".

إرادة سعودية

من جانبه، اعتبر النائب في البرلمان اللبناني عن تيار المستقبل "جان أوغاسبيان"، أن توقيع بروتوكول الهبة السعودية لتسليح الجيش اللبناني يؤكد على وجود "إرادة واضحة من قبل خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز من أجل حماية لبنان عبر تعزيز قدرات الجيش اللبناني". مؤكداً أن أهمية توقيع البروتوكول تأتي من ناحية آثاره الإيجابية السريعة. ويشرح قائلا: "من المتوقع أن تصل الدفعة الأولى من المعدات العسكرية إلى لبنان خلال شهرين، بعد أن حدد الجيش احتياجاته المهمة، الشيء الذي وافقت فرنسا على توفيره".

إخراس الأفاكين

بدوره، تقدم النائب البرلماني عن تيار المستقبل محمد قباني بالشكر لخادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله، على هذه المكرمة التي وصفها بـ"الكبيرة والمهمة"، وقال: "توقيع البروتوكول يدخل اتفاقية تسليح الجيش اللبنانية إلى حيز التنفيذ، ما يدحض محاولات التشويش التي قام بها البعض من أجل التشكيك في هذه الهبة، التي أصبحت بعد توقيع البروتوكول أمراً واقعاً وعملياً. لذلك نحن نحيي المملكة والملك على هذه المكرمة، التي تدل على استمرار وقوفها إلى جانب لبنان".




.. والحسيني يدعو لاستلهام تجربة المناصحة

توجه العلامة محمد علي الحسيني "بالشكر والتقدير العالي لدور المملكة في دعم ومساعدة لبنان، وقال: "هذا إن دل على شيء فإنما يدل على حرص المملكة وخادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله على استقرار وأمن لبنان وتعزيز دور المؤسسة العسكرية في القيام بواجبها لبسط الأمن ومواجهة الإرهاب وتطبيق القانون على كل الأراضي اللبنانية، بدون استثناء".

وأضاف: "القضاء على الإرهاب لا يكون عبر الحل العسكري فقط، لذا يجب أن نستلهم التجربة السعودية في مشروع المناصحة".

واختتم الحسيني تصريحاته بتوجيه انتقادات حادة لحزب الله، وقال: "هذا الحزب يدعي الوقوف مع الجيش والشعب، ويزعم أنه يمثل الحصانة للبنان، وأن سلاحه ووجوده العسكري والأمني هو وجود مشروع ورسمي، علماً بأن الحزب وسلاحه أصبحا خارج الحدود اللبنانية، والأمر في ذلك يعود للولي الفقيه في إيران".