أدت مشاركة بعض الحجيج الموسم المنصرم من الأوروبيين والأميركيين المتعاطين للمخدرات "المدمنين"، والذين لم يتم إعادة تأهيلهم بالشكل الصحي اللائق، إلى مطالبة بعض المؤسسات المعنية بالحجيج وزارة الحج بتشديد الرقابة العامة "الأهلية الصحية والنفسية" قبل منح تأشيرات رسمية للحجاج عموما الموسم المقبل.

وأفصحت مصادر مطلعة في المؤسسة الأهلية لمطوفي حجاج تركيا ومسلمي أوروبا وأميركا وأستراليا لـ"الوطن" عن وجود بعض العوائل الأوروبية القادمة من إيطاليا، إضافة إلى حجاج قادمين من الولايات المتحدة الأميركية، بأبنائها من المتعاطين للمخدرات لأداء موسم الحج، دون إعلام الجهات المختصة بذلك أو مجموعات الخدمة الميدانية التي تقوم بخدمتهم في المؤسسة.

وقالت المصادر: "إن الأمر ليس بالظاهرة وإنما هي مجموعات قليلة من الأسر العربية المهاجرة التي استطونت في تلك البلدان، وسبب قيامهم بذلك محاولة زرع التأثير الإيماني لدى ذويهم المتعاطين، لإبعادهم عن أجواء الانحراف التي دفعتهم لتعاطي مختلف أنواع السموم، كالأفيون والحشيش وغيرها من الأصناف المخدرة".

ورغم تأكيد بعض مسؤولي المؤسسة أن "الأمر" ليس على مستوى مفهوم الظاهرة، إلا أنهم أكدوا أنه يحتاج إلى "ضبط محكم" من قبل وزارة الحج والجهات المختصة، عبر التشديد على مسألة الحالة الصحية للحجيج من خلال مكاتب شؤون بعثات حجاج الخارج".

وأشارت مصادر "الوطن" إلى أن بعض الأبناء الحجيج من الجيل الثاني من مسلمي المهجر، لا زالوا في مراحل إعادة تأهيل "الاندماج الاجتماعي"، مما سبب إحراجا أمام عدد من الحجيج، بإصدار بعض التصرفات غير الطبيعية.

وتشير معلومات استقصتها "الوطن" من المواقع المتخصصة لمسلمي أوروبا تحديدا، إلى أن انحراف أبناء العائلات المسلمة أو العربية التي هاجرت للقارة العجوز، يعود إلى الأزمات النفسية والاجتماعية والاقتصادية التي يعانون منها، وبخاصة أن بعض الأسر لم تتمكن من زراعة الهوية العربية والإسلامية فيهم، مع أسباب أخرى ركزت عليها تلك المواقع كإسلام ويب، من أن الجيلين الثاني والثالث من مسلمي أوروبا يعانون من غربة ثقافية وفجوة اقتصادية (البطالة)، كما تعتبر المخدرات خط الانحراف الأول لأبناء المسلمين، الذين يقدر عددهم بـ30 مليون مسلم بحسب منظمة المجتمع الإسلامي في أوروبا لـ"الوطن".

في المقابل كانت الأزمات والهلواسات النفسية من نصيب الحجاج العرب، الذين غادر بعضهم (7 أشخاص بذويهم) الأراضي المقدسة قبل بدء موسم الحج الماضي بأيام قليلة، بحسب معلومات نشرتها في حينه المؤسسة الأهلية لمطوفي حجاج الدول العربية.

وبحسب أرقام مؤسسة الطوافة المعنية، فإن مجموع الأعداد التي خدمتها المؤسسة تحت مظلتها نحو 190 ألفا، بعد قرار وزارة الحج تخفيض أعداد حجاج الخارج إلى 20% بفعل مشاريع التوسعة الجارية في صحن الطواف بالمسجد الحرام بمكة المكرمة.

وبالنسبة للحجاج الذين تخدمهم مؤسسة الأهلية لمطوفي حجاج تركيا ومسلمي أوروبا وأميركا وأستراليا، فيتم التعامل مع الحجيج إما من خلال مكاتب شؤون بعثات حجاج الخارج، أو مع شركات سياحية يكون فيها عدد المسلمين قليلا جدا، مقارنة ببعض الدول التي تتواجد فيها الأقليات بأعداد مرتفعة.