أعلن مجلس محافظة الأنبار، أمس، إصابة زعيم تنظيم "داعش" الإرهابي أبوبكر البغدادي ومقتل العشرات من قادة وعناصر التنظيم في غارة جوية أميركية استهدفت اجتماعا عقد في قضاء القائم الحدودي مع سورية، غربي المحافظة، فيما رفض رئيس الوزراء العراقي السابق نائب رئيس الجمهورية الحالي نوري المالكي طلبا قدمته محكمة الكرخ الثانية للنظر في قضية الشروع بقتل القاضي منير حداد، وبعض القضايا الجنائية.

وقال نائب رئيس مجلس محافظة الأنبار، فالح العيساوي، في تصريح صحفي، إن "طائرات أميركية تمكنت، في ساعة متأخرة من ليلة أول من أمس، من قصف اجتماع لكبار قادة "داعش" ترأسه زعيم التنظيم أبوبكر البغدادي في منطقة الرمانة القريبة من الشريط الحدودي بين العراق وسورية في قضاء القائم مما أسفر عن إصابة البغدادي والعشرات من قادة وعناصر التنظيم"، مضيفا أن "القصف أدى أيضا إلى تدمير 40 عجلة مصفحة ورباعية الدفع كانت ضمن موكب قادة التنظيم في اجتماعهم المهم الذي كان يضم أمراء وقادة مناطق الأنبار".

وفيما لم يصدر من الحكومة العراقية بيان أو تصريح لمسؤول أمني أو قائد عسكري ما يؤكد إصابة البغدادي، أعلن المتحدث باسم القيادة المركزية في الجيش الأميركي، الكولونيل باتريك رايدر، أن لدى الجيش ما يدعوه للاعتقاد بأن القافلة كان بها عدد من قادة التنظيم وأن غارات جوية أميركية دمرت قافلة من 10 سيارات تابعة لـ"داعش" كانت تسير في موكب قرب مدينة الموصل العراقية، لكن مسؤولين أميركيين قالوا إنه لم يتضح ما إذا كان زعيم التنظيم أبوبكر البغدادي في الموكب.

إلى ذلك، رفض المالكي طلبا قدمته محكمة الكرخ الثانية للنظر في قضية الشروع بالقتل للقاضي منير حداد، وقال محامي حداد في تصريح صحفي، إن: "قاضي محكمة الكرخ الثانية تقدم بطلب لنوري المالكي للنظر في الشكوى المقدمة ضده من قبل القاضي منير حداد للشروع في القتل وبعض القضايا الجنائية"، مضيفاً أن المالكي "رفض طلب الاستدعاء المقدم إليه منذ ثلاثة أيام".

وكان القاضي منير حداد أعلن تعرضه لمحاولة اغتيال من قبل مسلحين مجهولين الأسبوع الماضي أثناء مروره في الطريق السريع بالعاصمة بغداد، متهما جهات مرتبطة بالمالكي بالوقوف وراء تنفيذ محاولة اغتياله.

وحداد المقيم في أربيل بإقليم كردستان تبنى مطالب شعبية لتحريك دعاوى ضد المالكي بوصفه كان القائد العام للقوات المسلحة والسبب الرئيس في سيطرة تنظيم "داعش" على مدن عراقية كبيرة، الأمر الذي أدى إلى مقتل وتشريد ملايين العراقيين. في هذا السياق، أعلنت وزارة الخارجية الإيرانية أمس أن المالكي سيزور طهران اليوم. ونقلت وسائل إعلام عراقية عن مساعد وزير الخارجية الإيراني للشؤون العربية والأفريقية حسين أمير عبداللهيان قوله إن "المالكي سيجتمع خلال زيارته مع کبار المسؤولين الإيرانيين، يبحث خلالها العلاقات الثنائية والتطورات الجارية في العراق والمنطقة، لا سيما مكافحة الإرهاب والتطرف"، مبينا أن "المالكي سيتوجه إلى إيران على رأس وفد سياسي في زيارة رسمية".

ميدانيا، عثرت قوة من الشرطة صباح أمس في محافظة بابل جنوب غربي العاصمة بغداد على جثة عضو مجلس محافظة بابل عكاب الجنابي وجثة القاضي الأول لمحكمة المسيب، إبراهيم الجنابي، في منطقة الحصوة بعد مرور أشهر على اختطافهما وبدت عليهما آثار إطلاق عيارات نارية في الرأس والصدر.

يشار إلى أن مسلحين مجهولين اختطفوا عضو مجلس المحافظة، وسط مدينة الحلة في الـ20 من يونيو الماضي، فيما اختطف القاضي قبل نحو شهرين.

وشهدت مدن عراقية مؤخرا وخاصة في العاصمة بغداد، عودة ظاهرة العثور على الجثث مجهولة الهوية، وسط بروز مخاوف بين الأوساط الشعبية من تجدد الاحتقان الطائفي في ظل تراجع الوضع الأمني، وبروز حالة حمل السلاح خارج التشكيلات العسكرية.