من المقرر أن يلتقي خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز، الرئيس العراقي محمد معصوم، الذي يصل الرياض مساء اليوم، على رأس وفد سياسي رفيع.

ومن المنتظر أن يحمل معصوم إلى القمة المرتقبة مع القيادة السعودية، بعض الأفكار والنتائج الخاصة بالحرب على الإرهاب في العراق وتحديدا تنظيم "داعش"، لا سيما وأن الرياض هي جزء من التحالف الدولي ضد التنظيم.

السفير العراقي لدى المملكة الدكتور غانم الجميلي، قال لـ"الوطن": إن ملف تطوير العلاقات الثنائية بين العراق والمملكة، هو الملف الأول بالنسبة للعراقيين، مبديا أمله في أن تسهم الزيارة في إحداث انفراج في العلاقات السعودية العراقية.

وفيما أشار الجميلي إلى أن ملف مكافحة الإرهاب سيكون حاضرا، علق رئيس كتلة التحالف المدني الديموقراطي مثال الألوسي على الزيارة قائلا "إن الحضور الدولي والإقليمي للرياض من شأنه أن يساعد بغداد في المجالات كافة، وأهمها القضاء على داعش". في حين تطلعت وزارة الداخلية العراقية، على لسان متحدثها العميد سعد معن، إلى شراكة أمنية مع الرياض لكبح التنظيمات الإرهابية.




أعلنت مصادر رسمية عراقية، أمس، أن الرئيس العراقي، فؤاد معصوم، سيزور المملكة اليوم وسط ترحيب قوى سياسية بأن تسفر الزيارة عن نتائج إيجابية تعزز التعاون المشترك بين البلدين، خاصة فيما يتعلق بمحاربة الإرهاب لضمان أمن المنطقة.

وفي هذا السياق قال رئيس كتلة التحالف المدني الديموقراطي مثال الألوسي لـ"الوطن": إن "المرحلة الحالية تتطلب انفتاح العراق على دول الجوار، خاصة المملكة؛ نظرا لما تمتلكه من حضور دولي وإقليمي لمساعدة العراق في المجالات كافة، ولا سيما في محاربة الإرهاب والقضاء على تنظيم "داعش" الإرهابي لما يشكله من خطر على أمن المنطقة".

ونقلت وسائل إعلام عراقية عن وكالة الأنباء السعودية، أن "رئيس الجمهورية العراقية فؤاد معصوم سيزور المملكة اليوم"، وعدت الزيارة "الأولى لمسؤول عراقي على هذا المستوى منذ سنوات".

وأعرب عضو كتلة الوطنية بزعامة نائب رئيس الجمهورية، إياد علاوي، النائب، حسن شويرد، عن أمله في أن تكون زيارة معصوم إلى المملكة خطوة باتجاه تطوير العلاقات بين البلدين، مناشدا المسؤولين السعوديين فتح مقر سفارتهم في بغداد.

وقال شويرد لـ"الوطن" وهو عضو في لجنة العلاقات الخارجية في البرلمان العراقي: "تنظيم "داعش" بات يهدد أمن المنطقة، ولا بد من بلورة موقف عربي موحد لمحاربة الإرهاب، خدمة لمصالح شعوب المنطقة"، مشيرا إلى أن افتتاح السفارة السعودية في بغداد: "سيسهم في تعزيز التعاون بين البلدين وتجاوز القطيعة التي حصلت منذ سنوات"، مؤكدا أن المملكة "أبدت دعمها وتأييدها للعراق وشعبه وباركت تشكيل الحكومة الجديدة برئاسة حيدر العبادي".

ويرافق معصوم في زيارته إلى الرياض وفد يضم عددا من المسؤولين لبحث القضايا المشتركة بين بغداد والرياض.

وفي إطار تنفيذ العمليات العسكرية ضد "داعش" تمركزت القوات الأمنية على بعد 3 كلم من مصفى بيجي شمالي تكريت مركز محافظة صلاح الدين.

وقال العقيد في الشرطة الاتحادية، عيسى الجبوري لـ"الوطن" إن "القوات الأمنية تمركزت في مدينة ملاهي قضاء بيجي وباتت على بعد 3 كلم عن مصفى القضاء فيما قصف طيران التحالف رتلا لتنظيم "داعش" بين ناحية الصينية ومركز قضاء بيجي"، مشيرا إلى أن "القوات الأمنية فجرت خلال اليوميين الماضيين 100 عبوة ناسفة كانت مزروعة على الطريق وأربع سيارات مفخخة".

وفي محافظة الأنبار أعلن آمر فوج طوارئ ناحية البغدادي العقيد شعبان برزان العبيدي في تصريحات صحفية أن "عددا من مروحيات الأباتشي الأميركية وصلت أول من أمس إلى قاعدة عين الأسد في ناحية البغدادي بقضاء هيت غرب الرمادي مع وفد عسكري أميركي رفيع المستوى يضم خبراء في مجال التدريب العسكري".

مضيفا: أن الوفد "اجتمع مع عدد من القيادات الأمنية في الجيش والشرطة العراقية للتباحث في تدريب العناصر الأمنية لقتال تنظيم داعش". وأفادت مصادر أمنية بأنها تمكنت من قتل المسؤول عن التجنيد في "داعش" يعقوب المقدسي أثناء عملية أمنية نفذتها في قرية البواسل بالقرب من قضاء بيجي في محافظة صلاح الدين.

وكشف أحد الضباط الميدانيين لمراسل شبكة "الإعلام العراقي" الرسمية عن مقتل "المقدسي، "45 عاما" ويحمل الجنسية الفلسطينية، وهو مسؤول ملف التجنيد في عصابات "داعش" الإرهابية، وكان من أبرز قيادات القاعدة في مناطق شمال بابل".

وأضاف أنه "كان يتولى تجنيد الانتحاريين لداعش عن طريق المواقع الاجتماعية - فيسبوك وتويتر - ولديه مجموعة تشرف على عملية إدخالهم إلى العراق عن طريق الحدود مع سورية".

يذكر أن قوات العشائر المنتفضة في قضاء الحويجة قتلت في 29 سبتمبر الماضي الإرهابي المسؤول عن تجنيد الأجانب لصالح "داعش" علوان شكارة العبيدي، في مناطق طوز خرماتو والحويجة.

وبمقتل المقدسي والعبيدي وبعض القيادات الفاعلة في التنظيم في العمليات الأمنية الأخيرة، يكون "داعش" قد خسر أبرز إرهابيي جيله الثاني "بعد جيل أبي مصعب الزرقاوي".