غاب النصر كثيراً عن منصات التتويج، وأحياناً أخرى أرادت المنصات أن تطوي سلالمها عن أصفر العاصمة وفارسها.

نعم تمنعت.. وأحياناً استعصت.. وفي مرات كثيرة نسي رجال النصر أن قدر هذا الكبير أن يكون في القمة، فاختاروا الصراع أحياناً، وتعمدوا الخلاف والاختلاف حتى لا يدعموا النصر، وأحياناً أخافهم مد المدرج الأصفر من قيادة هذا الفارس الجامح بعد أن رعاه الرمز الراحل يافعاً، وربت على كتفه شاباً، قبل أن يغمض عينيه مودعاً دنيانا.

عاد النصر للمشهد بقوة، حصد لقبين في عام واحد، وحقق الدوري وكأس ولي العهد.

واصل سطوته.. وكرر جموحه هذا الموسم وتصدر الدور الأول، وبات بطلا للشتاء.

لم يعد هذا النصر يأبه للمنافسين، فغايته الوحيدة الفوز، ولا شيء سواه، مهما كان المنافس، حتى وجماهيره عازفة عن الحضور، ما زالت فرقة قائد الأوركسترا كحيلان تعزف لحن الفوز، ولحن الصدارة، وألحان الأرقام التي تُسجل باقة عتاب أنيقة يبعثها فيصل بن تركي ولاعبيه لجماهيرهم، "نحن ننتصر من أجلكم فلا تخذلونا، فقط عودوا للمدرج، وارسموا أجمل اللوحات فيه، فنحن نريد خوض النزالات معكم لنصبح أقوياء معاً".

لم يعد عشاق النصر يخشون على نصرهم إلا من النصر ذاته، باتوا على قناعة تامة أن هذه هي إلياذة النصر، تُنظم بشكل رفيع، وتتوق لزف النصر إلى قمة الدوري مرة أخرى إن استمر بالرغبة نفسها والطموح نفسه والذهاب إلى ما هو أبعد بكثير من ذلك.

‏?