أقل من دقيقة فقط كانت كافية لدخول الإعلاميين من البوابة المخصصة لهم "البوابة رقم 5 لملعب الملك فهد الدولي"، والوصول إلى المركز الإعلامي الخاص بالملعب، لكن الرحلة بالحافلة من فندقهم في الهوليداي إن القصر في العليا إلى إستاد الملك فهد الدولي استغرقت نحو ساعة كاملة.

ورافقت سيارات الشرطة حافلتين نقلتا الإعلاميين، وتحركتا من أمام الفندق بعد الثالثة بقليل، لكن زحمة الرياض أجبرتهما على التأخر.

وبدت شرايين العاصمة الرياض أول من أمس مزدحمة على زحامها الاعتيادي، بعدما ملأتها أسراب السيارات المتدفقة في كل شوارعها المؤدية إلى الإستاد، حتى إننا احتجنا أيضا إلى ساعة كاملة للوصول من الفندق إلى الملعب على الرغم من أننا كنا نستخدم سيارة خاصة عانت كثيرا من الزحام والاختناقات في طريق خريص.

على الطريق كانت سيارات مشجعي اليمن قد اختلطت بسيارات مشجعي الأخضر على قلتها، وأطلق الجميع أصوات مسجلات السيارات التي كانت تصدح بأغنيات تراثية شعبية، فيما كان راكبوها يتمايلون مع الإيقاع بفرح غامر، في وقت كانت عشرات سيارات الأمن والمرور تنتشر على جنبات الطريق، لتسهيل تدفق الجمهور نحو الملعب.

وخلف أسوار الملعب كانت صيحات الجمهور اليمني تبلغ العنان، حتى ليخال من لم يدخل الملعب أن المباراة تشهد كما كبيرا من الأهداف، لكنها انتهت في المحصلة إلى تعادل سلبي، لم يمنع اليمنيين من التفاعل حتى مع كل كرة يقطعها أحد لاعبيهم، أو يمررها إلى زميل آخر.

ومع انطلاقة الشوط الثاني، بدأ تدفق الجمهور السعودي يتزايد إلى المدرجات المقابلة للمنصة الرئيسة وإلى يسارها، وما إن انسحب اليمنيون عقب نهاية مباراة منتخبهم حتى ظهر السعوديون بشكل أوضح، وتولوا التشجيع، ورفعوا أذرعهم حتى أقصاها وتمايلوا على أهازيج رابطة المشجعين، فيما كان المنتخب في أرضية الميدان يسجل هدفا في الشوط الأول، ويسيطر ويصول ويجول، ثم يعزز الغلة في الشوط الثاني بهدفين جديدين.