كشفت مصادر إعلامية أن رجال أعمال إيرانيين يسعون بشتى الطرق لشراء أكبر قدر من الأراضي في مدينتي دمشق وحلب بأثمان باهظة، مشيرة إلى أنهم يركزون على شراء الفنادق والعقارات، ولزيادة إغراء أصحابها يقومون بمنحهم شيكات على بياض. وأوضحت أن الهدف من شراء الأراضي في هاتين المدينتين هو الرغبة في تغيير التركيبة السكانية لهما، وأن الاستخبارات الإيرانية تقف وراء هذا المخطط.

ومضت المصادر بالقول إن المناطق المحيطة بالمقامات، ووسط العاصمة وحول السفارة الإيرانية في دمشق تحظى بتركيز كبير، حيث يعرض "المستوطنون الجدد" مبالغ مالية أعلى، وتابعت أن سفير طهران في دمشق يتمتع بتسهيل كامل من كبار مسؤولي المخابرات في نظام الأسد، ويستخدم سماسرة يعرضون شراء الأراضي. مشيرة إلى أن بعض أصحاب العقارات الذين رفضوا البيع رغم الإغراءات المادية الكبيرة تعرضوا لتهديدات واضحة من السماسرة، حيث هددوهم بتوجيه اتهامات لهم بدعم الثورة ضد نظام الأسد.

وقالت وكالة "سراج برس" إن إيران قدمت 3 مليارات و400 مليون دولار لرجالات أعمال، بهدف شراء عقارات في دمشق فقط. وبررت تلك العمليات بأنها تهدف إلى إحداث تغيير سكاني تظهر آثاره في المدى البعيد، فالسيطرة على العقارات تليها عمليات استثمار ضخمة، بغية التغلغل في مفاصل الاقتصاد السوري كافة، وخلق رجالات جدد، ولاؤهم بالدرجة الأولى لملالي طهران".

ولا يختلف الوضع في مدينة حلب، عاصمة الاقتصاد السوري كثيراً عن دمشق، حيث أطلقت طهران يد رجال أعمال النظام لشراء عقارات في مناطق حلب الراقية كالموكامبو، والشهباء، وحلب الجديدة.

وقال مصدر مطلع في حلب: "بعد أن دمر الأسد الأحياء المحررة، يسعى جاهداً، بعد توجيهات إيرانية لشراء عقارات في حلب، وتسليمها لرجالاته من مدينتي نبل والزهراء، وطرد رجال أعمال لم يتدخلوا في الثورة، وإجبارهم على بيع ممتلكاتهم عنوة أو حتى مصادرتها في كثير من الأحيان".

وعلى صعيد الوضع الميداني في مدينة عين العرب، قال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن المقاتلين الأكراد سيطروا أمس على 6 مبان يستخدمها مقاتلو تنظيم الدولة "داعش"، واستولوا على كمية كبيرة من الأسلحة والذخائر التابعة للتنظيم. وأضاف أن اشتباكات عنيفة اندلعت بين مقاتلي وحدات حماية الشعب الكردية المدعومة بقوات البيشمركة العراقية ومقاتلين من الجيش السوري الحر من جهة، ومتشددي "داعش" من جهة أخرى، وأن المقاومين استولوا على قواذف صاروخية وبنادق وذخائر لمدافع رشاشة، وذلك بعد اشتباكات أسفرت عن مصرع 13 متشدداً، بينهم اثنان من القادة.

ونقل المرصد عن المسؤول في المقاومة الكردية إدريس ناسان قوله "خلال الأيام القليلة الماضية حققنا تقدماً كبيراً في الشرق والجنوب الشرقي، وداعش لا يسيطر إلا على 20% من كوباني". بعد أن كانت 40% خلال الشهر الماضي، وذلك بسبب تأثير الضربات الجوية التي تشنها طائرات التحالف الدولي ضد مواقع المتطرفين.

من جهة أخرى، شدد وزير الخارجية الأميركي جون كيري على قدرة بلاده على هزيمة تنظيم الدولة، مشيراً إلى أن الوحشية التي يبديها المتشددون لن ترهب المجتمع الدولي، على حد قوله. وأضاف "هذا النزاع معركة بين الحضارة والوحشية. إذا لم ننجح في الانتصار على تنظيم الدولة، لن يكون هناك مستقبل للشرق الأوسط. وفي حال لم ننجح في احتواء هذا التنظيم فقد يصبح ملتقى كل المهمشين من كافة القارات وقد يدفعون بالبعض إلى أن يحذو حذوهم وإلى تنفيذ عمليات انتحارية في دول أخرى". وتابع "فلتكن الأمور واضحة: لا نشعر بالترهيب وكذلك أصدقاؤنا، وسنستمر في محاربة الإرهاب حتى النهاية".