أبدت شخصيات لبنانية وسورية تأييدها للطلب السعودي الذي قدمه في مجلس الأمن المندوب السعودي الدائم لدى الأمم المتحدة السفير عبدالله بن يحيى المعلمي، بإصدار قرار يضع جميع الجماعات والتنظيمات الإرهابية الموجودة في سورية على قائمة العقوبات، بما فيها "ميليشيات حزب الله". ويأتي ذلك التأييد انطلاقا من ضرورة تحجيم الميليشيات المقاتلة في سورية، التي لها انعكاسات سلبية سياسية واجتماعية واقتصادية على المنطقة.ويقول عضو المكتب السياسي في تيار المستقبل النائب السابق في البرلمان مصطفى علوش: "إن الطلب السعودي بإدراج حزب الله وكل التنظيمات الإرهابية في سورية على قائمة العقوبات "منطقي"، بسبب سلوكه في لبنان على مدى السنوات العشر الأخيرة". وقال في تصريحات لـ"الوطن": "تنطبق على حزب الله صفات الإرهاب، بسبب ما يمارسه في لبنان. لذا يجب إدراجه والتنظيمات الأخرى التي تقوم بأعمال إرهابية في سورية على قوائم الإرهاب، حتى تطبق عليها العقوبات اللازمة. وفي الفترة الأخيرة تم تجميد جزء كبير من الأرصدة الإيرانية الممولة لأنشطة الحزب. لكننا نحتاج إلى المزيد من التشدد في هذا الأمر، لأن هناك فيما يبدو تسريبات مالية واضحة تصل للحزب، مما يمكنه من الاستمرار في رعاية المسلحين وإدارة الحرب في سورية والقيام بعمليات سرية هناك".
كما نفى علوش أن يسبب الطلب السعودي حرجاً لفريق الرابع عشر من آذار، الذين مازالوا يعتبرون أن حزب الله شريك أساسي في لبنان. وقال: "حزب الله شريك أساسي في لبنان كونه يمثل شريحة واسعة من اللبنانيين. إلا أن هذا الأمر لا يلغي عنه الصفة الإرهابية، بسبب قيامه بعمليات محليا ودوليا توصف بالإرهاب".
من جانبه، أكد عضو الهيئة السياسية في الائتلاف الوطني السوري بدر جاموس لـ"الوطن"، على مؤازرة المعارضة السورية للطلب السعودي، كونهم يطالبون بإدراج حزب الله وباقي التنظيمات الأخرى في سورية التي تورطت في الأزمة السورية على قوائم الإرهاب. وقال: "ارتكب حزب الله فظائع في حق الشعب السوري. وهو ما انعكس سلباً على العلاقة بين الشعبين اللبناني والسوري، حيث وقعت خلافات في المناطق الحدودية مثل عرسال، نتيجة تدخلات حزب الله وبعض المنظمات العراقية والإيرانية. لذلك نحن نثمن الطلب السعودي، الذي يعتبر رسالة قوية لمن يدعم هذا الحزب المذهبي. ونتمنى موافقة دول العالم عليه، لإيقاف ما يمارسه وغيره من المنظمات في سورية من عمليات قتل ودمار وتهجير بحق الشعب السوري".وأكد جاموس أن حزب الله لا يختلف كثيرا عن تنظيم داعش من ناحية خطورته "الكبيرة" على المنطقة. ويشرح قائلا: "يمارس حزب الله نفس أفعال داعش التي تقتل الشعبين العراقي والسوري. لقد قتل حزب الله من طالبوا بالحرية والكرامة في سورية، ثم ساهم ومعه تنظيم أبو الفضل العباس في تهجيرهم من الكثير من المناطق وتحديدا القلمون وحلب".
من هنا توقع بدر أن يلقى الطلب السعودي تجاوباً كبيراً، خصوصا من باقي دول مجلس التعاون الخليجي، بهدف "قصقصة أجنحة حزب الله". إلا أن الأهم من ذلك، حسب قوله، إغلاق مكاتب حزب الله السياسية في بعض الدول الأفريقية التي تدر له أموالا تساهم في دعم ميليشياته".