منذ سنوات طويلة يصل إلى صندوق بريدي مجلة شهرية اسمها "الحج والعمرة"، المجلة تصل بمغلف بلاستك شفاف، وغلاف ورقي فاخر، وطباعة وألوان جميلة.
الطريف أن اسمي مطبوع بطريقة خاطئة منذ أول إرسالية وحتى العدد الذي وصل إليّ قبل أيام، وهذا دليل أن الجماعة في هذه المجلة لا يعلمون عن الحكاية من أساسها!
في البدايات كنت أقرؤها، إذ لم نكن نشهد هذا الفتح التقني الهائل. المعلومات شبه شحيحة، بالتالي أي إضافة جديدة لا يمكن رفضها.
منذ عشر سنوات عهدت إلى غيري بشؤون الصندوق الصغير، فلا أستلم سوى الرسائل الشخصية. لأفاجأ ـ بعد كل هذه السنوات ـ أنهم لم يتوقفوا عن إرسال المجلة!
أصدقكم القول إنني ظننت المجلة توقفت عن الصدور منذ سنوات. لكن الواقع كشف لي العكس. تناولتها كأنما تقع في يدي لأول مرة. تصفحتها من الغلاف إلى الغلاف. لم أجد فيها ما يشجع على القراءة فضلا عن الاقتناء. اللهم إلا صفحة شاردة طريفة يتحدث فيها قارئ من دولة عربية شقيقة عن نجاح المجلة الباهر ودورها الكبير في العالم الإسلامي!
وبما أظنه حسا مهنيا حاولت البحث عن مصادر تمويل المجلة. خاصة وأن لها مكاتب في جدة والرياض ولندن، وموظفين ورواتب ومكافآت وفواتير وشايا وقهوة!
فتشت عن أي إعلان، فلم أعثر سوى على إعلان واحد. ولكم أن تتخيلوا، مِمن؟!
إعلان من هيئة مكافحة الفساد، أي والله هذا ما وجدته، وبإمكانكم التأكد بأنفسكم!
الهيئة التي يفترض أن تبادر إلى مساءلة وزارة الحج على هذا الهدر المالي تبادر إلى الإعلان فيها لتصبح جزءا من المعادلة المقلوبة!
أنا لا أحسد أحدا. والزملاء العاملون في المجلة "على العين والراس"، لكن أسألهم بما لديهم من حس إعلامي وأمانة صحفية، هل هناك من يقرأ مجلتهم؟!
هل يعرف القارئ السعودي اليوم أن هناك مجلة اسمها "الحج والعمرة". أليس من المفترض إن كانوا يريدون لها البقاء أن يحولوها إلى مجلة إلكترونية توفيرا للنفقات؟!
وحتى لا نبتعد عن الموضوعية، هل الأمر مقتصر على هذه المجلة. وعلى هذه الوزارة. بالطبع لا. أغلب مؤسسات الحكومة لديها ذات الإصدارات. وذات الهدر. ربما الفرق في إعلانات هيئة مكافحة الفساد المدفوعة الثمن!
يا وزير الحج: أرجوك أوقف هذه المجلة، فإن لم تفعل فليتكرم زملاؤك بعدم إرسالها إليّ، إذ يعز علي أن أرسلها إلى سلة المهملات.