مع وصول أخبار النتيجة من أستراليا بهدف ثم آخر في مرمى المنتخب السعودي أمام البحريني (وديا)، وثالث ثم رابع بعد أن قلص الأخضر النتيجة بهدف، ضج تويتر وباقي وسائل التواصل بالسخرية والنقد والتأويلات دون أن يعرف أي منهم تفاصيل اللقاء وكيف لعب منتخبنا مع مدربه (المؤقت) كوزمين، وكيف سجل الفريق الشقيق؟!

والأكيد أن المتابعين كانوا على علم بالتشكيلة التي بدأ بها كوزمين المباراة، حيث اتضح أن جل اللاعبين ممن لم يكونوا أساسيين في دورة الخليج، وبالتالي يتضح جليا أن المدرب الجديد والخبير بالكرة الخليجية يهدف إلى التعرف جيدا على المستوى العام لبعض من قد يكونون في قائمته ومن يجيدون تطبيق التكتيك، على أن يوثق العمل الفني في مباراته الودية الثانية (المجدولة) غدا الأحد أمام كوريا الجنوبية ليبلور تشكيلته الرئيسية والقائمة الاحتياطية.

الكل يدركون أن منتخبنا يعيش أزمة كبيرة منذ دورة الخليج الـ22 وخصوصا بعد خسارة اللقب، وبالتالي يجب أن نكون عونا له وللمسؤولين على تجاوز هذا المنعطف الحساس، ولكن المشكلة الأكبر أن كثيرين ممن (يهرطقون) عبر الفضاء وفي وسائل التواصل يناقضون أنفسهم ويفضحون ضحالة فكرهم وهم يهاجمون دون دراية بالتفاصيل، ويرفعون شعار الميول ليس لمصلحة أنديتهم، بل ضد منافسيهم فقط، وسخروا ألسنتهم لسب وقذف ومهاجمة المنتخب ولجان اتحاد القدم وهذا اللاعب أو ذاك بأمر الميول، وليس بمنطق النقد ومعايير النجاح والفشل.

المنتخب الوطني جزء من الرياضة التي باتت ضحية كثيرين بعضهم من ذوي الاختصاص بأمر شهرة وصدى (الصوت العالي) على حساب الدين والمبادئ السامية.

هناك من يتشدقون بالعلم والمعرفة ونبذ التعصب وتأثير الميول ولكنهم لا يبرحون مكانهم إلا والعالم يضحك من هول تناقضهم ويسخر من عباراتهم البالية.

وفي شأن المنتخب ينقلبون 180 درجة في منتصف الحديث أو آخره، متناسين أن الوقت لا يسمح بالتغيير ولن يجدي في أي مطالبات أو تقليب أوراق طويت.

لست ضد نقد هذا أو ذاك أو كشف أي خطأ مهما كان مصدره، لكن المطالبات الساحقة والعبارات الماحقة ضررها أكثر من نفعها في وقت لا يحتمل مزيدا من السلبيات الإعلامية، وفي الأصل لا بد أن تكون العقوبات مؤصلة في الأنظمة واللوائح، ليست بهوى هذا الكاتب ولا أمنيات آخر.

وفي شأن المرحلة الحالية، أشير إلى ما يعانيه المنتخب في أستراليا بحسب تأكيد كوزمين في حديثه مع الزميل نايف الثقيل لبرنانج (في المرمى) بقناة العربية، وهو يوضح سلبيات تغير المناخ وأهمية التأقلم مع انقلاب أوقات العمل والنوم، وإرهاق الرحلة الطويلة بعد مباريات قوية في المسابقات السعودية، وعدم حضور (مترجمه) لأسباب تتعلق بدخوله لأستراليا، وأنه ملزم بمباريات ودية مبرمجة سلفا، ولذا هو يضاعف نشاطه وعمله، وليس أكثر دلالة من الصور الفوتوغرافية والتلفزيونية وهو يلقن اللاعبين مهام معينة ويداعب الكرة معهم، برغبة قوية وصادقة في وصول المعلومة وتطبيق ما يريده ميدانيا.

من واجبنا جميعا (التحفيز) ورفع مستوى الثقة لدى اللاعبين والجهازين الفني والإداري، مع الدعاء بالتوفيق لأخضرنا في كأس آسيا، وأن يتدرج في صعود سلم النجاح بعد توفيق الله.

أختم بأن تشيلسي متصدر الدوري الإنجليزي خسر قبل يومين (بخمسة لثلاثة) من توتنهام وتراجع (البلوز) ثانيا بفارق الأهداف، هذه الخسارة الكبيرة التي تعتبر (مذلة) تعرض لها أفضل فريق إنجليزي حاليا وهو في أقوى استقرار له بقيادة المدرب الخبير (مورينيو) الذي لا يمكن أن تتجاوز اسمه بين أفضل خمسة إلى عشرة مدربين في العالم، ومع ذلك لن يجد من الهجوم والنقد ولو عشرة في المائة مما يناله مدرب لدينا كبر أم صغر..!