طُلب من مجموعة أشخاص تقدموا لوظيفة أن يجيبوا عن السؤال الآتي: "لو كنت تقود سيارتك في ليلة عاصفة، وفي طريقك مررت بموقف للحافلات ورأيت ثلاثة أشخاص ينتظرون الحافلة: امرأة عجوز لا تستطيع المشي، وصديق قديم سبق أن أنقذ حياتك، وخطيبتك التي تود الزواج منها، وكان لديك متسع بسيارتك لراكب واحد فقط، فأيهم ستقله معك؟".
كل من أدى الاختبار اختار واحد من الثلاثة، عدا شخص واحد فقط أجاب ببساطة: سأعطي مفاتيح السيارة لصديقي القديم وأطلب منه توصيل السيدة العجوز إلى بيتها، وسأبقى أنا لحماية الخطيبة في انتظار الحافلة!.
هذه القصة يستخدمها المدربون لتعريف التفكير خارج الصندوق، وهو تفكير منطقي، لكنه يتم بطريقة غير مألوفة، والإبداع دائما يبدأ من التفكير غير المألوف.
قادني لهذه المقدمة صورة الأستاذ طارق الثقفي، مدير المدرسة التي أشغلت صورته مواقع التواصل الاجتماعي خلال الأسبوع الماضي، وأحدثت انقساما بين المغردين ما بين ساخر ومعجب بما صنع بعد أن ظهر فيها مرتديا معطفا مرصعا بحروف اللغة العربية في يوم احتفاء مدرسته وطلابه باليوم العالمي للغة العربية.
الصديق الثقفي ارتدى معطفه ولم يخجل ليشجع طلابه الصغار الذين كان برنامج احتفائهم باليوم العالمي للغة العربية يقتضي أن يرتدوا أقمصة تحمل حروفا مبعثرة، حتى لا يقول الصغار لماذا نحن فقط الذين نرتدي الحروف؟
هناك الكثيرون أمثال الأستاذ طارق الثقفي، شاهدتهم في حفل "جائزة التميز" التي كرم فيها الأمير خالد الفيصل يوم الثلاثاء الماضي عددا من المبدعين والمبدعات من الذين يفكرون خارج الصندوق؟، ولمست أثر التكريم على وجوههم.
من عهدة الراوي:
"جائزة التميز" علامة فارقة في مسيرة وزارة التربية والتعليم، حركت المياه الراكدة في الميدان التربوي، من خلال إيجاد حراك إبداعي وتنافس كبير بين المبدعين، وستشهد خلال السنوات القادمة تحولا نوعيا في مسيرتها بعد أن أطلق الأمير خالد الفيصل النسخة المطورة منها لتستوعب جميع منسوبي الوزارة من شاغلي الوظائف التعليمية والإدارية لقطاعي البنين والبنات بمختلف مستوياتهم ومهماتهم.