ــ مهما اختلفت قناعاتنا، وآراؤنا بمنتخبنا الوطني الأول، أو حتى في مدربه الروماني المؤقت أولاريو كوزمين، فنحن لا بد أن نقف مع منتخب الوطن - على الأقل في هذه المرحلة شديدة الحساسية -

وفي هذا الاستحقاق الآسيوي السادس عشر.

ــ مرحلة تتطلب منا جميعا التنازل ولو عن بعض قناعاتنا الفنية في أداء المنتخب، أو عناصره، أو إدارته الفنية، لتخفيف الضغوط النفسية والإعلامية عن لاعبيه بكثير من الهدوء والواقعية والحياد، وصولا إلى منحهم حالة من الأداء القوي، والروح العالية، والعطاء المقترن بتاريخ المنتخب السعودي في كأس الأمم الآسيوية التي ستنطلق في أستراليا الجمعة المقبلة.

ـ مرحلة تتطلب تعبئة إعلامية فيها من التحفيز قدر ما فيها من الروح الوطنية العالية، والأداء القتالي داخل المستطيل الأخضر.. تعبئة معنوية تعيد للجماهير الرياضية السعودية ثقتها بالمنتخب، ويعيد فيها المنتخب هيبته وشخصيته، مع التذكير أن مباراتي البحرين وكوريا الجنوبية الوديتين ليستا بالضرورة الفنية أن تشكل نتائجهما انطباعا سلبيا يبنى عليه ما يمكن أن يقدمه المنتخب في المنازلات الرسمية، وخسارة المنتخب في هاتين المباراتين لا تعكس مستواه الحقيقي، والذين يقيسون ضعف المنتخب من خلال نتائجه في خليجي 22 لا يربطون بين أداء لاعبي المنتخب وبين الإدارة الفنية السيئة للوبيز كارو خلال المرحلة السابقة.

ـ الأمر الآخر وهو ردود الأفعال السلبية التي تتعاطاها جماهير الكرة السعودية والوسط الإعلامي الرياضي فيما يخص خسارة المنتخب لنهائي خليجي 22 أو خسارة مباراتي البحرين وكوريا الجنوبية الوديتين، وما صاحبها من ردود أفعال، ومثل حالة الغضب هذه هي بالتأكيد تنم عن حب وغيرة وعتب لتحقيق المنتخب نتائج إيجابية.

ـ الأهم أيضا أن يكون المدير الفني للمنتخب كوزمين في مستوى كل التحديات التي تحاصره وسط منافسة قارية شرسة، شريطة أن يستفيد من مباراتي البحرين وكوريا الجنوبية، والأخطاء الدفاعية المتكررة، والكرات العرضية التي تلعب في عمق الدفاع السعودي، مع التوظيف الأمثل لقدرات وإمكانات اللاعبين الفنية تبعا لقدرات وأسلوب وطريقة لعب المنافس في الحالتين الدفاعية والهجومية، مع التأكيد على أن كوزمين وفريق العمل المساعد له لديهم من الدراية والخبرة والرؤية الفنية الجيدة ما يجعل جماهير الكرة السعودية أكثر وقوفا ودعما للمنتخب، وأكثر تفاؤلا بمرحلة يعود فيها المنتخب لتوهجه وحضوره القاري المتميز وصولا إلى عودته إلى منصات التتويج الآسيوية بحول الله.